شب حريق مهول مساء الثلاثاء 22 يوليوز 2008 في جوطية الفوارات بحي النهضة بمدينة تمارة اتلف جميع محلاتها التجارية المقدرة بـ 330 محل، دون سقوط ضحايا بشرية، ولم تترك ألسنة النيران مجالا لأصحاب المحلات، وهي عبارة عن دكاكين قصديرية، من إنقاذ ممتلكاتهم، بسبب ضيق الممرات وسهولة اشتعال النيران في محتوايات الجوطية التي أغلبها ملابس، وكان للأسلاك الكهربائية دور كبير في تسريع انتشارها. ولم تحدد أي جهة من السلطة أو المتضررين أسباب الحريق الذي اشتعل قبل أذان العصر بدقائق قليلة ولم يتم إخماده إلا في حدود الساعة التاسعة مساء، وأدى إلى قطع حبال كهربائية من التوتر العالي التي تمر فوق الجوطية وتخترق الأحياء السكنية وسط تمارة، فيما قال البعض إن هذه الأسلاك هي التي تسببت في اشتعال النيران بعد سقوطها فوق البراريك القصديرية. وأشار خبير في ميدان الكهرباء أن الأسلاك التي تمر فوق الجوطية تصل قوتها إلى 60 كوليو واط، وهي خطيرة جدا، لكن استبعد فرضية أن يكون سلكين قد تقطعا في الوقت نفسه مسببين الحريق وأن الفرضية الأكثر تقبلا هي أن النيران المتصاعدة كانت سببا في تقطعهما. وقدر عمر بوحوت أمين التجار المنضوين في جمعية النهضة والتنمية، الخسائر في 300 مليون سنتيم، وقال إنها فادحة على اعتبار أن المحلات هي مصدر رزق مئات العائلات الفقيرة وأغلب المتضررين ملتزمون بأداء أقساط قروض تجارتهم. وأضاف أن الجمعية تقدمت منذ أزيد من سنة بمشروع بناء قيسارية لفائدتهم إلى السلطات والمجلس البلدي لكنها لم تتوصل برد لحد الآن، ويأمل بوحوت أن تكون هذه الكارثة التي حلت بهم سببا لإخراج مشروعهم إلي حيز التنفيذ. وحمل مستشار جماعي ببلدية تمارة مسؤولية الوضعية غير الطبيعية للجوطية للسلطات المحلية التي كانت وراء انشائها، وعليها أن تبحث عن حل. وعزا شهود عيان وبعض المتضررين أسباب توسع الحريق لتأخر رجال المطافئ الذين لم يحضروا إلا بعد مرور أزيد من ساعة على اشتعاله، وأفاد مصدر مطلع أن رجال الوقاية المدنية بالمدينة يفتقدون الإمكانات الضرورية للتدخل في بعض الحرائق الخطيرة. لكن مسؤول في الوقاية المدينة أكد من جهته أن عملية الإطفاء تمت بقوة وبعناية كاملة جنبت حيا قصديرا بجوار الجوطية من كارثة حقيقية، ومنعت النيران من وصول مدرسة خالد بن الوليد المجاورة لها أيضا. وجندت للعملية، يضيف المسؤول، 60 رجل إطفاء و6 شاحنات صهريجية من سعة 11 الف لتر من تمارة والرباط وسلا، وشاركت فيه الوحدات المتنقلة للوقاية المدنية، وأشاد المسؤول بمساعدة السكان الذين انخرطوا في الإطفاء. يشار إلى أن حريقا ثاني سبق أن شب قبل أيام قليلة في دور صفيح بتجزئة الانصاف بحي المنصور الذهبي بالمدينة نفسها، وخلف خسائر مادية. وتعاني مدينة تمارة من أحياء الصفيح التي تنتشر في عدة مناطق بالمدينة رغم المجهودات الأخيرة لإعادة إسكان بعضها.