يقوم وفد برلماني إسباني قريبا بزيارة رسمية إلى الأقاليم الجنوبية المغربية، وتحديدا مدينة العيون، التي كانت مسرحا لأحداث شغب في شهر ماي الماضي، وأدت إلى مواجهات بين رجال الأمن وبعض الانفصاليين، وكانت برمجة هذه الزيارة قد تمت بتنسيق بين الحكومة الإسبانية والمغرب، الذي رفض، خلال الأسابيع القليلة الماضية التي أعقبت تلك الأحداث، السماح لبعض الوفود الإسبانية غير الرسمية والمؤيدة لمواقف البوليساريو بدخول مدينة العيون، ووجه دعوة من أجل أن يقوم وفد يمثل الكورتيس ومجلس الشيوخ الإسبانيين بزيارة للمغرب والتباحث مع مسؤولين في الحكومة ومع برلمانيين والقيام في نطاق منظم بزيارة لمدينة العيون طبقا لمسلسل تعميق الحوار السياسي القائم ما بين المملكتين، كما سبق للطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، أن أعرب عن استعداد المملكة لاستقبال المزيد من الوفود البرلمانية، سواء من أروبا أو أمريكا أو غيرها، وأعلن أن المغرب لن يضع أية شروط أمام الوفد الإسباني. وقد صادقت الغرفة السفلى للبرلمان الإسباني مساء أول أمس الثلاثاء، في اجتماعها الأسبوعي، على الزيارة وطالبت وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس بالتفاهم مع المغرب بشأن الشروط التي يضعها أمام أعضاء الوفد البرلماني، وتقدمت فرق الأحزاب السياسية الممثلة في الغرفة بمذكرة إلى الحكومة تطالبها فيها بدعوة الأممالمتحدة عاجلا إلى تعيين مبعوث شخصي للأمين العام خلفا للبيروفي ألفارو ديل سوتو، ورئيسا جديدا للبعثة الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء(مينورسو)، والبحث عن حل لنزاع الصحراء المغربية "في إطار الأممالمتحدة"، وطالب الناطق الرسمي باسم فريق الحزب الشعبي المتشدد حيال المغرب لويس إدواردو كورتيس بالضغط على هذا الأخير وفرض خيار الاستفتاء الذي يرفضه المغرب، وسبق أن أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عدم قابليته للتطبيق، لكن الناطق الرسمي باسم فريق الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، خوسي كاسترو، دعا إلى عدم التشدد في ما يخص موضوع الاستفتاء، قائلا إن حل النزاع يمكن أن يستند إلى خيار آخر، وأن ذلك يبقى رهينا باتفاق أطراف النزاع، بينما انتقد الناطق باسم فريق حزب اليسار الموحد، إدواردو كوينكا حكومة زباثيرو التي اعتبرها "المدافع الأكبر عن المغرب". إدريس الكنبوري