المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية مدعو إلى الإجابة عن كثير من الأسئلة التي تفرضها التحولات السياسية التي عرفها المشهد السياسي، وهذا ما سيجعل المسألة السياسية تفرض نفسها بقوة أكثر من المسألة التنظيمية، وهو ما سينعكس حتما على مقررات المؤتمر بحيث ستطغى هذه المسألة وسيتيمز بها هذا المؤتمر عن غيره من المؤتمرات السابقة... *** ما الدلالة السياسية التي يكتسبها انعقاد المؤتمر السادس للعدالة والتنمية بين استحقاقين اثنين: انتخابات 7 شتنبر 2008 والاستحقاقات الجماعية 2009؟ أول دلالة يمكن أن نسجلها بهذا الخصوص هو حرص الحزب على توجيه رسالة سياسية من خلال عقد مؤتمره في الآجال القانونية التي ينص عليها القانون الأساسي للحزب، والتي يشترطها قانون الأحزاب الجديد، ولعل الحزب يريد بذلك بالإضافة إلى تطبيق مقتضيات قانون الأحزاب أن يلفت الانتباه إلى الديمقراطية الداخلية التي يمتع بها فضلا عن توجيهه لرسائل أخرى تتعلق بثقافة الشفافية في تدبير مالية الأحزاب من خلال تفويت خدمات المؤتمر إلى شركات مختصة بناء على طلب عروض. أما انعقاد المؤتمر بين هذين الاستحقاقين، فواضح أن الحزب من خلال مؤتمره السادس سيقف بشكل عام على الاختلالات التي طالت استحقاق 7 شتنبر 2007، ليحدد ما ينبغي فعله في الانتخابات المقبلة، والموقف هنا لا يتعلق بالحزب فقط ،بل يتعلق كذلك بأطراف العملية الانتخابية خاصة وان حزب العدالة والتنمية كان أحد ضحايا اختلالات استحقاق السابع من شتنبر. ما الذي يميز في نظركم المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية عن المؤتمرات السابقة؟ في اعتقادي أن ما يميز المؤتمر السادس هو كونه يقدم أطروحة سياسية تتضمن تصورات الحزب ومواقفه من كثير من القضايا التي شهدها ويشهدها المغرب على المستوى السياسي على مدى أربع سنوات أي من تاريخ انعقاد المؤتمر الرابع ,2004 إلى تاريخ انعقاد المؤتمر السادس ,2008 وهي فترة شهدت تحولات سياسية دفعت القوى السياسية إلى طرح مجموعة من التساؤلات وعلى رأسها التفاؤل المرتبط بنا عرف في المغرب بالانتقال الديمقراطي حيث يبدو ألا أحد من الفاعلين السياسيين أصبح مقتنعا بهذه الصيرورة. كما أن كثيرا من الممارسات التي اعتقد المغاربة أنها طويت واصبحت جزءا من الماضي عادت لتفرض نفسها من جديد على المغاربة.كما أن ما يميزه أيضا أنه ينعقد في ظرفية يروج فيها خطاب يتحدث عن الفراغ السياسي وضرورة بناء إطار سياسي جديد من أجل مواجهة القوى السياسية ذات المرجعية الإسلامية وفي مقدمتها حزب العدالة والتنمية. في نظركم أي الأجندات سيكون لها حضور وازن في هذا المؤتمر؟ المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية مدعو إلى الإجابة عن كثير من الأسئلة التي تفرضها التحولات السياسية التي عرفها المشهد السياسي، وهذا ما سيجعل المسألة السياسية تفرض نفسها بقوة أكثر من المسألة التنظيمية، وهو ما سينعكس حتما على مقررات المؤتمر بحيث ستطغى هذه المسألة وسيتيمز بها هذا المؤتمر عن غيره من المؤتمرات السابقة. في اعتقادي يبدو الأمر منطقيا باعتبار أن رهان الحزب هو رهان سياسي وليس رهانا تنظيميا رغم بعض التعديلات التي ستطال القانون الأساسي في هذا المؤتمر.