قال سمير بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية بوجدة، إن المسيري علما في مختلف الحقول المعرفية، ومجالات الفكر التي تخصص فيها أو اشتغل عليها، لاسيما اشتغاله على فكرة الصهيونية، والتي انتهى فيها بتأليف موسوعته الشهيرة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد، هاته الموسوعة التي انكب على الاشتغال فيها لمدة 25 سنة، وأنهاها كما كان يقول رحمه الله:أنهيت العمل فيها مع نهاية آخر مدخراتي، وهو بيتي الذي بعته في القاهرة، إضافة إلى اشتغاله على بعض المفاهيم كمفهوم الحداثة، والتحيز، وعلم الاجتماع المعرفي الاسلامي، والعلمانية. وتطرق بودينار في كلمة له خلال حفل تأبيني للراحل لمسيري نظم يوم السبت الأخير بمسجد الأمة بوجدة، إلى أهم الأعمال التي اشتغل عليها المسيري في أيامه الأخيرة، إضافة إلى الجوانب الإنسانية من حياة المفكر، وبعض الذكريات التي عاشها بودينار مع المسيري، لاسيما خلال المؤتمر الذي عقد عنه في القاهرة السنة الماضية، والذي أبان حسب بودينار عن مثال للمثقف الصلب الذي يعي معنى الانتماء للأمة، ولقضاياها، إلى درجة أنه توفي رحمه الله وهو يرفع دعوى قضائية ضد الدولة المصرية، لعدم اعتمادها اللغة العربية في الإعلانات واللافتات ووسائل الإعلام، وغير ذلك من مواقفه النبيلة التي لن ينساها التاريخ. هذا وقد عرف هذا النشاط الذي أقيم على هامش الدرس الأسبوعي للدكتور مصطفى بن حمزة، حضورا جماهيريا حاشدا، ضاقت به جنبات المسجد.