السلام عليكم و رحمة الله؛ أشعر بالحيرة والتشتت الذهني، والتردد في اتخاذ القرارات المصيرية والمهمة في حياتي، وأتساءل دائما كيف يستطيع الإنسان أن يتخلص من الإحساس بالغربة وسط أهله وفي بلد، والشعور بعدم الانسجام، وكذلك النظر إلى المستقبل بنوع من التشاؤم. أفكر كثيرا في الهجرة لحاجتي إلى التغيير، ذلك بعد أن فشلت في تغيير نفسي، بالرغم من الوظيفة الجيدة التي يتمناها كثير من الشباب، والفرص المتاحة أمامي لمزيد من الدراسات بجانب العمل، حيث إنني أشعر بالقدرة على إنجاز الكثير، ولكن في نفس الوقت أشعر أنني مقيد ومحبط، و مهما أحاول أن أبحث عن ما يزيد حماسي، لا يستمر هذا الحماس لأكثر من يوم، حيث أبدأ من الصفر. المجتمع الصغير الذي أسكنه، علاقاتي به لا تتعدى المناسبات من باب آداء الواجب فقط، حيث أعمل في منطقة خارج المدينة التي نظرا لطبيعة عملي. المشكلة أيضا أنني لا أستطيع نسيان الإساءات، وأعاني من بعض القلق وعدم وضوح الرؤية. أرشدوني كيف أتصرف جزاكم الله خيرا.. ـ كمال ـ *** قم بجرد النعم وتأمل مستقبلك وأنت راض عزيزي كمال: أستشف من خلال سؤالك أنك تعاني من نوع من الإحباط النفسي الذي قد ينتقل إلى ما يمكن تسميته بحالة الاكتئاب الخفيف. الإحساس بالغربة داخل الأهل هو نتيجة لقناعات وأفكار داخلية تعطي هذا النوع من الإحساس، وعليه أنصحك بالتالي: ـ إن بقي هذا الإحساس لأكثر من ثلاثة أشهر عليك أن تستشير أخصائيا نفسانيا ليخوض معك تجربة علاجية قد تكون جيدة في هذه الحالة. ـ حاول أن تركز على الأفكار السلبية التي تتخلل ذهنك وأن تقوم بكتابتها وتضع السؤال لكل هاته الأفكار بكلمة: ماذا بعد؟ ـ حاول أن تقوم بما نسميه بـجرد النعم وهي عملية تتلخص في كتابة النجاحات التي وصلت لها، وأن تعيد قراءة هذه النجاحات وخاصة في الحالة التي ينتابك فيها هذا الإحباط. ـ حاول أن تركز على الحاضر وعلى المستقبل بدون هذه النجاحات واسأل نفسك: هل كنت ستكون راضيا عنها بغير هذه النجاحات؟ ـ ثم حاول أن تغير المسائل البسيطة في حياتك مثلا: الطريق المؤدية إلى العمل، المقهى التي تجلس فيها، اللباس الذي ترتديه، نوع الأكل الذي تأكله، ... التغييرات الصغرى تؤدي إلى التغيرات الكبرى. ـ سافر لأن السفر يؤثر إيجابا على الحالة النفسية. ـ تأمل مستقبلك وأنت راض عن نفسك.