قالت هيئة علماء المسلمين إن النشطات التبشيرية لقوات الاحتلال في العراق تؤكد بما لا يقبل الشك أن ثمة سياسة ممنهجة للإدارة الأمريكية في نشر الفكر المسيحي المتصهين. واضافت الهيئة في بيانها أن ثمة نزعة دينية صليبية تعشعش في أذهان عدد كبير من منتسبي هذه القوات ضباطاً وجنوداً ومراتب تدفعهم إلى استغلال قوتهم العسكرية لخدمة هذه النزعة. وحذرت الهيئة المتحمسين من أرباب العملية السياسية الحالية لعقد اتفاقية طويلة الأمد مع هذه القوات من خطورة هذه الممارسات الصليبية، وانذرتهم سوء العاقبة والمنقلب. واكدت في الوقت نفسه على أن أبناء الوطن من أرباب الديانة المسيحية غير راضين عن هذه الممارسات الأمريكية، وانهم قد أعربوا عن استيائهم منها لمرات عديدة، وتقديرهم أن الاحتلال يتعمد ذلك ليؤسس للفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد. وفي ما يلي نص البيان: بيان متعلق بقيام قوات الاحتلال بنشطات تبشيرية في العراق الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد: فبين آونة وأخرى تبرز مواقف من قوات الاحتلال الأمريكي تؤكد بما لا يقبل الشك أن ثمة سياسة ممنهجة للإدارة الأمريكية في نشر الفكر المسيحي المتصهين، وأن ثمة نزعة دينية صليبية تعشعش في أذهان عدد كبير من منتسبي هذه القوات ضباطاً وجنوداً ومراتب تدفعهم إلى استغلال قوتهم العسكرية لخدمة هذه النزعة. ففي الوقت الذي ما زال عالقاً في الذهن قيام بعضهم برسم صلبان على أغلفة المصحف الشريف، وقيام آخرين بقصف المساجد وسط صيحات فرح وابتهاج بعض الجنود، ومداهمة عدد كبير من المساجد بهمجية متميزة تنم عن حقد أصيل، فضلاً عن إنشاء عدد من الكنائس الإنجيلية ذات الطابع الصهيوني في أرض العراق ولا سيما العاصمة بغداد، تظهر لهذه القوات فعاليات أخرى تمارس فيها التبشير هذه المرة بشكل علني فيه من الوقاحة ما فيه. ففي تاريخ 10/5/2008 دعت القوات الأمريكية أهالي المدائن مركز القضاء إلى اجتماع طارئ في معهد مركز التدريب التقني - مركز دار القرآن سابقاً - لتقديم المساعدات الإغاثية، فحضر عدد من الأهالي وأبناؤهم الطلبة. وحين حضرت القوات الأمريكية كان برفقتها شخصيات مدنية تبين فيما بعد أنها ذات مهام تبشيرية، فقد تحدثت إلى الحاضرين بأحاديث عن التعايش السلمي والتسامح الديني ثم قامت بعد ذلك بتوزيع مساعدات ولعب الأطفال، وفوجئ الناس بنسخ من كتاب هل الله حقاً أبي - وهو كتاب تبشري - قدمت لهم مع الهدايا والمساعدات. إن هيئة علماء المسلمين تدين بشدة هذه الممارسات التي تضيف إلى وجوه الاحتلال القبيحة وجهاً آخر، وتؤكد أن هذه القوات فقدت توازنها، ولم يبق في جعبتها إلا ما يضر الدين والأخلاق والقيم والمبادئ الطبيعية في العلاقات الإنسانية العامة بعد أن أضرت بالبنى التحتية للبلاد وبالثروات وبحياة الإنسان. وإن على المتحمسين من أرباب العملية السياسية الحالية لعقد اتفاقية طويلة الأمد مع هذه القوات أن يدركوا أبعاد ذلك وأن يعلموا أي منقلب سينقلبون. كما تؤكد أن أبناء الوطن من أرباب الديانة المسيحية غير راضين عن هذه الممارسات الأمريكية، وقد أعربوا عن استيائهم منها لمرات عديدة، وتقديرهم أن الاحتلال يتعمد ذلك ليؤسس للفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد. الأمانة العامة 28 جمادى الأولى 1429 هـ 2/6/2008 م