لم يتردد أطباء الغرب في كل لحظة وحين، عن الإعلان بأن الخمور تشكل خطرا على صحة الإنسان، وقاموا برصد لائحة الأمراض التي تسببها أم الخبائث. وسعت العديد من الدول الغربية إلى الحد من انتشار آفة المخمور عبر اعتماد العديد من الوسائل، من بينها التركيز على المساوئ الكبيرة التي تنعكس على المجتمع وبخاصة الأطفال. وأثبتت الإحصائيات الغربية أن أربعين بالمائة من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر، وأكثر من أربعين بالمائة من جرائم القتل سببها شارب الخمر، وفي الاتحاد الأوربي يقتل كل عام عشرة آلاف إنسان في حادث سيارة بسبب شرب الخمر!. وفي بريطانيا هناك مليون طفل يمسهم العنف من قبل أناس يشربون الخمر، ونصف مليون ضحية بسبب شرب الخمر. واقترح العديد من العلماء والأطباء منع الدعايات للكحول، ورفع الضرائب عليه ورفع أسعاره. وإلى جانب تحذيرات الأطباء، تقوم الحكومات بسن قوانين تحد من انتشاره، بل لطالما نبه مسؤولون حكوميون إلى خطورة انتشاره وسط الشباب وعواقبه، فقد دق الرئيس الأمريكي ناقوس الخطر لما تسببه الخمر من حوادث السير، ونبه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إلى خطورة بيعه للقاصرين، إذ حذر المحلات من بيع الخمر للقاصرين مهددا إياهم بسحب الترخيص منهم. كما أن الصين سنت قانونا جديدا سنة 2007 ينص على حظر بيع السجائر والخمور إلى القاصرين وعلى معاقبة الذين يبيعون السجائر أو الخمور إليهم.، كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحظر بيعه على القاصرين أقل من 18 سنة. وإلى جانب حظره على القاصرين تقوم العديد من الدول الغربية بحظر إشهار الخمر علانية في الفضاءات العمومية، كما هو الشأن في كندا، في وقت تجتهد فيه مجلات مغربية في نشر إشهارات الخمور على صفحاتها. كما عرف الغرب إنشاء جمعيات لمحاربة إدمان الخمور وتحسيس الشباب بأضراره، من أجل التصدي له، بل لطالما نادت بسن قوانين تحد منه في طرق حظره خاصة أولئك الذين عانوا من ويلاته، فمثلا مدير وكالة كابا الصحافي هيرفي شابالييالفرنسي، سبق أن دعا إلى التحلي بإرادة سياسية قوية للحد من تصاعد نسب التعاطي للكحول في بلاده وطالب بخوض حملة احتجاج على المستوى الوطني، وطالب شاباليي، الذي سبق أن عانى بنفسه من إدمان الخمر، وخضع للعلاج، بنزع صفة الأمر العادي والطبيعي عن التعاطي للمسكرات. ويقول: إن الخمر ليس غذاء، إنه شيء خطير. ولعل وقوع مثل الأحداث تدفع في اتجاه تسريع قوانين وتشديد تطبيقها، ونذكر في هذا الصدد الضجة التي حدثت بألمانيا قرعت كنائس العاصمة الألمانية برلين أجراسها حزنا على وفاة صبي عمره 16 سنة مات في المدرسة بتأثير غيبوبة سببتها كميات الكحول الكبيرة التي تعاطاها. ومع الكنائس، قرعت مدارس ألمانيا أجراس الحذر بسبب تصاعد العنف وتعاطي الدخان والمخدرات والكحول بين تلاميذ المدارس. ووجهت حينها الصحافة أصبع الاتهام في القضية إلى الحانات والمراقص الألمانية التي صارت تقدم كميات كحول مفتوحة، وسرع موت لوكاس إقرار مشروع آخر من الحكومة يحظر على الشباب المتقدمين لنيل شهادة السياقة شرب الكحول. ويسمح القرار الجديد، للشاب بنيل ساعات تعلم السياقة بشرط أن تكون نسبة الكحول بدمه صفرا. كما قررت السلطات فرض رقابة أكبر على مبيعات المخازن للمراهقين وفرض عقوبات على من يقدم الكحول للقاصرين في الحانات. هذه بعض النماذج لطريقة تعاطي بعض الدول الغربية مع الحكول في وقت نجد أن المغرب ما يزال متأخرا في محاربة آفة تهدد نسيجه الاجتماعي، في غياب أي مباردات وطنية في الموضوع.