تحوم شكوك قوية حول وجود شبكة للدعارة تستغل تلميذات بالرباط، بعدما تم خلال الأسبوع الماضي، العثور على هاتف نقّال من النوع الممتاز نوكيا إن 95 بحوزة تلميذة في إعدادية بحي يعقوب المنصور، اعترفت بعدما نفت أكثر من مرّة، بكونها حصلت على الهاتف من خليجي وعدها بالزواج، كما اعترفت أن ثمة تلميذات أخريات من مؤسسات تعليمية مختلفة، يرافقن هذا الخليجي إلى فيلات وشقق مفروشة. القصة بدأت حينما رنّ الهاتف المذكور على حين غفلة من صاحبته، أثناء إلقاء المدرّسة للدرس، حيث فوجئت بالرنّة، ثم فوجئت أكثر بالهاتف، الذي يفوق ثمنه إمكانات تلميذة قاصر، شكّكت في الأمر في البداية ثم انتهت إلى تسليم الهاتف لمدير الإعدادية، وهنا بدأ البحث والتحري. حسب مصادر متطابقة، فإن التلميذة نفت في البداية أن يكون الهاتف في ملكها، وادّعت أنه في ملكية صديقة لها، لكن الإدارة ومعها أفراد من جمعية الآباء وولي أمر التلميذة، وبعد استدعاء الصديقة المنسوب إليها الهاتف، نفت بدورها أن يكون لها، وأكدت أن الهاتف في ملكية من وجد عندها. المفاجأة الكبيرة كانت في اليوم التالي، فالهاتف اختفى، كما لو أن الأرض ابتلعته، ومدير المؤسسة التعليمية قام باستدعاء رجال الأمن، بعد إخطارهم بالأمر، حيث أكدت التلميذة، الإعتراف، بينما أكد مصدر أمني من الدائرة العاشرة، أن رجال الأمن سجّلوا سرقة هاتف نقّال فقط من مكتب المدير، ولا شيء بعد ذلك، والمسطرة تقتضي حسب المتحدث، أن يتم تسليم المحضر إلى الفرقة الخاصة بالأحداث، بقسم الشرطة القضائية بولاية الرباط، التي لم نتوصل لحد الآن إلى أخذ رأيها في الموضوع. والد التلميذة نفى مطلقا أن يكون هذا الذي نقوله قد حدث، كما نفى أن تكون ابنته تمتلك هاتفا نقالا من النوع الممتاز، أما مدير الإعدادية فقد امتنع عن تقديم توضيحات عبر الهاتف، ثم أقفله بعد ذلك، أما مصادر من جمعية آباء وأولياء التلاميذ، طلبت عدم ذكر اسمها، فقد أكدت حصول القضية، وزادت عليها أن أن الجمعية متابعة عن كثب، مع تحفظات عن التصريح بالقول بأن ثمة شبكة للدعارة تستغل تلميذات المؤسسات التعليمية، لكنها أكدت لـالتجديد امتلاك تلميذة صغيرة السن تتابع دراستها في الإعدادية لهاتف نقال ممتاز، يضعنا جميعا أمام شك وريب، وتحت سؤال من أين لك هذا؟. لكن مصدرا أمنيا، رفض الكشف عن اسمه، أقرّ في حديث لـالتجديد أن استغلال تلميذات قاصرات في مجال الدعارة في الرباط، ظاهرة عامة وقائمة، وأكد أن المؤسسات التعليمية وحتى الجامعات، باتت مرتعا للعديد من المفسدين، الذين يستغلون الظروف الاجتماعية الصعبة للعديد من القاصرات للتغرير بهن، دون أن يفصح عن شيء محدّد. لكن الالتفاف على شبكة الدعارة، وعدم الكشف عن خيوط القضية، هو ما نبّه إليه أكثر من مصدر، من الذين تحدثنا إليهم، ما دام قد تم إخفاء الهاتف الذي يعتبر الدليل المادي والخيط الذي يمكن أن يؤدي إلى ما بعده، ومن تمّ تغيير القضية برمتها عن مسارها الطبيعي الذي يجب أن تأخذه، وأكد أكثر من مصدر أن وجود الشبكة مؤكد ولا غبار عليه، ذلك أن الضحايا قد يكونون كثيرين، وليس تلميذة أو اثنتين، وقد لا يتعلق الأمر بمؤسسة واحدة ولكن بأكثر من ذلك.