تميز اليوم الدراسي الذي نظمته الجمعية المغربية للبحث التاريخي أمس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط بمناسبة مرور ستين عاما على نكبة فلسطين بالشهادة الحية التي قدمها الباحث الهاشمي الطود بصفته شاهد عيان على أحداث نكبة فلسطين سنة 1948 ، فقد قدم أمام الحاضرين صورا تذكارية لمغاربيين في حرب فلسطين، منهم المقاوم عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي ومحمد بنصبيح الذي ما يزال على قيد الحياة، موضحا كيف ساهمت المقاومة المغربية في نصرة القضية الفلسطينية، وهو يتذكر كيف ساهم وهو طفل صغير رفقة طفلة أخرى في جمع تبرعات للشعب الفلسطيني في صندوق خشبي صغير. وذكر الطود أن الملحمة المغاربية التي كانت قوية بتضافر جهود رجال مغاربة وتونسيين وجزائريين وليبيين في مكتب المغرب العربي بالقاهرة أجهضت يوم 15 ماي 1948 عندما أعلن الصهاينة تقسيم أرض فلسطين إلى دولة عربية وأخرى يهودية. واستنكر المتحدث نفسه أن تضرب المواقف البطولية للشعوب المغربية تجاه القضية الفلسطينية عرض الحائط لتصبح الهرولة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني تطبع المواقف الرسمية العربية والإسلامية. وأشار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في كلمته الافتتاحية لليوم الدراسي إلى أن حدث النكبة يهم المغاربة بمن فيهم الأساتذة والطبة ببعديه التاريخي والإنساني. وركز الأستاذ إبراهيم بوطالب، استاذ جامعي بالرباط، في مداخلة له حول القضية الفلسطينية ومآل الاستعمار إلى أن المسؤول الرئيسي لاغتصاب فلسطين هو الامبريالية الأوروبية التي تحايلت على الأمة الإسلامية بإدخال جسد غريب (اليهود) في أرض من أراضيها ومده بالأموال والعقول والدعاية. وأكد الفلسطيني سعيد الحسن،استاذ جامعي بالرباط، في تصريح لـ التجديد على أهمية المنهجية التاريخية استشراف طرق تجاوز التعثر في النضال من أجل تحرير فلسطين عبر التعريف بالفلسطيني على البعد الوطني والحضاري. ونوه سعيد الحسن في ذكرى النكبة بالتأكيد على قضية العودة، وبكون العمل على التحرير لم يعد محصورا تحت العناوين الفصائلية كما كان يحدث سابقا، وأصبحت الانتفاضة الفلسطينية نضالا شعبيا. ويشار إلى أن أشغال اليوم الدراسي افتتحت بدقيقة صمت وقراءة الفاتحة على شهداء فلسطين واستمرت خلال ثلاثة جلسات تناقش أبعاد القضية الفلسطينية من زوايا متعددة.