أكدت عائشة المصلوحي، مغربية مرابطة في القدس، أن المقدسيين وكافة الشعب الفلسطيني لن يتخلوا عن القدس كما لن يفرطوا فيها أبدا، وخاطبت المصلوحي، عبر الهاتف من القدس الشريف، الحاضرين في المهرجان الخطابي الذي نظمته المبادرة المغربية للدعم والنصرة بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح أول أمس بالرباط، بالقول إن المغاربة مضى على وجودهم في القدس مئات السنين، منذ تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي، وأكدت المصلوحي، التي تترأس جمعية تنموية بالقدس وكانت تعيش في حارة المغاربة قبل تدميرها من قبل الكيان الصهيوني، إن حي المغاربة بهذه المدينة المقدسة يظل شاهدا على أسلاف الشعب المغربي هناك وبطولاتهم في تحرير الأرض. مبرزة أن القدس ستعود وستفتح أبوابها من جديد في وجه كل مسلمي العالم وأحراره. وتحدثت المصلوحي في شريط وثائقي حول القدس بث بالمهرجان، عن حارة المغاربة والتدمير الذي تعرضت له، مبرزة جهود الكيان المتطرف في تهويد القدس وتهجير مسلميها. وعرف المهرجان الذي نظم تحت شعار حتى لا ننسى، وذلك بمناسبة مرور 61 عاما على نكبة فلسطين، وبمناسبة فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية ,2009 تكريم أحد المجاهدين المغاربة الذين شاركوا في حرب 1948 مع عصابات الكيان الصهيوني، هو الهاشمي الطود الذي كان من بين 11 آخرين أرسلهم الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي لما كان في القاهرة إلى الجهاد في فلسطين، وقضى الهاشمي الطود حوالي سنة في فلسطين، وعمره لا يتجاوز 18 سنة، وقال الطود بمناسبة تكريمه إن ما ذهب بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. من جهته، قال أحمد الريسوني، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، إن القدسوفلسطين هي قضية المسلمين الكبرى والأولى على مدى أزيد من قرن، وأبرز الريسوني أن القدسوفلسطين شهدت أطول المعارك والحروب، وأكبر وأطول عدوان على الأمة في العصر الحالي، وأكد أن قضية فلسطين تعيش تحت وطأة التخاذل العربي الرسمي والتحالف الغربي الصهيوني. موضحا أن التخاذل العربي الرسمي مستمر منذ سقوط الدولة العثمانية، مبرزا أن معظم جهات فلسطينالمحتلة يحاصرها دول الجوار العربي. في مقابل ذلك، قال الريسوني، إن قضية فلسطين بقيت حيّة عند الشعوب العربية والإسلامية، وأضاف أن تضامن هذه الشعوب هو الذي يمدّ فلسطين بأسباب الحياة، داعيا إلى بقاء المدد مستمرا حتى تحريرها، توعية الأجيال بتاريخ القضية والمؤامرات التي تحاك ضدها، ودعمها بكل الإمكانات المادية والمعنوية. وأبرز عبد الرحيم الشيخي، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، من جهته، أن إحياء ذكرى مرور 61عاما على نكبة فلسطين و42 عاما على احتلال القدس من لدن المبادرة، إنما يأتي من أجل الإسهام في إحياء الذاكرة التي يراد اغتيالها، وهي الذاكرة التي تحمل قضايا الأمة وتاريخها وأمجادها كما تحمل معاناتها، وأكد الشيخي أن قضية فلسطينالمحتلة لها أبعاد، لعل أهمها البعد التاريخي، وأكد أن الوعي التاريخي بهذه القضية يجب أن تظل أولوية لدى مختلف الهيئات من أجل توريث القضية للأجيال الصاعدة واللاحقة. معلنا أن المبادرة التي يشرف عليها ستعمل على تنظيم أنشطة مختلفة في هذا المجال. وألقى خالد السفياني كلمة في المهرجان ذكّر فيها بنصر المقاومة في غزة على الكيان الصهوني خلال العدوان الأخير، محذرا من المؤامرة الكبرى التي تعمل لها أنظمة عربية من خلال الضغط على حركة حماس في المفاوضات للاعتراف بالكيان الصهيوني، وابتزازها سياسيا في مقابل إعادة إعمار غزة، وقال السفياني إنهم يعملون من أجل تحويل النصر في غزة إلى هزيمة من خلال عدة مؤشرات أخرى، أبرزها الإجهاز والتدمير المتواصل للقدس والمقدسات الفلسطينية. ونبّه السفياني إلى مخاطر ما يسمى مشروع السلام الذي يطرحه الرئيس أوباما، والذي مفاده وقف الاستيطان وحل الدولتين في مقابل التطبيع مع كل العالم الإسلامي، مؤكدا أن الأمة الإسلامية ترفض هذا المشروع وستتصدى له. وتميّز المهرجان برواية عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، لما رآه في غزة بعد العدوان الأخير عليها، من صمود وكرامة وأنفة لدى أفراد الشعب الفلسطيني، وقال بن كيران وجدت الناس هناك مستبشرين وذوي كرامة، لا يتوانون في إعلان التحدي لأمريكا والكيان الصهيوني والاستعداد للشهادة من أجل أرضهم، وأبرز بنكيران أن القضية الفلسطينية تحتاج من الشعب المغربي الدعم المستمر بمختلف الوسائل والطرق، وقال إنهم في معركة الصمود، والصمود يحتاج إلى إمكانات، خاصة المادية منها. وأضاف أن مقاومة التطبيع يجب أن تبقى قائمة، والمواقف يجب أن تبقى مبدئية دون أي اعتبارت أخرى، وقال سنرفض دخول الصهاينة لأرض المغرب من أي جهة كانت.