استمرت أعمال العنف التي اجتاحت مدينة بريان بولاية غرداية الواقعة على مسافة 550 كلم جنوبالجزائر، وتسببت مواجهة جديدة في سقوط ضحية ثانية وجرح عدد إضافي من الأشخاص، رغم المساعي الحميدة التي باشرتها لجنة العقلاء، واستعانة السلطات بتعزيزات أمنية استثنائية. وبحسب مراجع محلية، اندلعت زوبعة العنف مجددا بعد ساعات من الهدوء الحذر، وفي وقت اعتقد أبناء المنطقة الجنوبية أن الأمور هدأت نهائيا. فقد نشبت مشاداة غير منتهية بالخناجر والعصي بين شباب قيل أن بعضهم ينتمون إلى فئة (الإباضية) وآخرون إلى فريق (المالكية). وفيما تحفظت مصادر محلية عن ذكر عدد الجرحى، تحدث شهود عن سقوط 35 جريحا على الأقل، بينما أشار آخرون إلى خسائر مادية ضخمة بالمليارات، جراء التحطيم الذي تعرضت له عديد المرافق العامة من إدارات ومدارس ومحال تجارية، وحتى المنازل لم تسلم من موجة لا تزال أسبابها مجهولة إلى حد الآن. ويشار إلى أن أعمال العنف الحالية تعد الخامسة من نوعها بالمنطقة منذ ربيع ,2004 والثالثة في ظرف شهرين، حيث شهدت منطقة بريان أواسط شهر مارس الماضي ومطلع نيسان، مواجهات عنيفة اندلعت لأسباب تافهة، وكان أشدها ليلة المولد النبوي، وخلفت وقتئذ مقتل شخص وجرح العشرات، فضلا عن إصابة مواطنين بصدمات نفسية.