عرف الجدل حول استضافة معرض تورينو للكتاب لإسرائيل كضيف شرف لهذه السنة احتداما قويا مع اقتراب موعد التظاهرة. وفي إطار معارضتهم لهذه الاستضافة ينظم العديد من المثقفين والكتاب والفنانين بمشاركة مجموعة من الهيئات منذ الاثنين الماضي بجامعة تورينو ندوة حول موضوع الديمقراطيات الغربية والتطهير العرقي في فلسطين. وأعلن المنظمون، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الندوة تعد المحطة الأولى من أسبوع من الفعاليات المضادة لمعرض الكتاب بتورينو. وكان من أبرز المتدخلين خلال الندوة المفكر الإسلامي طارق رمضان الذي قال إنه بالرغم من أن المنظمين يسعون إلى إقصاء الداعين لمقاطعة المعرض، فإن هؤلاء مصرون على التعبير عن موقفهم في هذه الندوة معتبرا أن المهم هو التمكن من قول بعض الأشياء في مناخ حر وضد أية أفكار مسبقة. وهاجم طارق رمضان، وهو أحد أقوى الداعين لمقاطعة معرض الكتاب بتورينو، الرئيس لإيطالي جورجو نابوليتانو لمساواته بين معارضة ممارسات إسرائيل ومعاداة السامية واصفا ذلك ب لخطأ الجسيم والخطير. وانتقد ترؤس نابوليتانو لافتتاح معرض الكتاب مشددا على أن ذلك تأكيد على أن الحدث سياسي في المقام الأول وليس ثقافيا كما يدعي المنظمون. وقال رمضان أنا كمسلم أوربي أعتبر أن محاولة إسكاتنا نحن المثقفين والمنتقدين لسياسة إسرائيل عمل غير لائق، وابتزاز انفعالي لا ينبغي الخضوع له. واعتبر رمضان أن إسرائيل لا ترغب في السلام ولا تعير أي اهمية لقرارات الأممالمتحدة، ولا تحترم التعهدات، وتسعى لفرض سلطتها العسكرية دون أن يعترض أحد على ذلك. وأشار إلى أن على منتقدي السياسة الإسرائيلية أن يسيروا قدما وأن يجهروا بالأمور التي يؤمنون بها.67 في المائة من الأوروبيين يساندون الفلسطينيين، وهذا مهم، وهذه هي السبيل. وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت في بيان لها أن حضور الرئيس نابوليتانو يندرج ضمن نفس النهج بحضوره مختلف التظاهرات الثقافية التي تشهدها إيطاليا. وأضاف البيان أن انتقاد سياسة الحكومة الإسرائيلية حق مشروع، ولكن الأمر غير المقبول هي المواقف الرامية لنفي شرعية إسرائيل التي قامت بإرادة من الأممالمتحدة ... وحقها في الوجود على حد قول البيان. ومن المشاركين في ندوة جامعة تورينو التي تتواصل أعمالها اليوم، الشاعر الإسرائيلي أهارون شاباتي الذي اعتبر أن تظاهرات مثل معرض تورينو تعمل على إضفاء الشرعية على سياسة إسرائيل معلنا أنه يحضر الندوة استجابة لحس شخصي بالعدالة وحرصا على مستقبل أبنائي. وذكر أن أولى دعوات مقاطعة معرض تورينو، الذي يعد إحدى أهم المحطات العالمية في مجال النشر والكتاب بعد معرضي باريس وفرانكفورت، كانت قد جاءت من خارج إيطاليا، إذ صدرت عن العديد من اتحادات وجمعيات الكتاب والصحفيين العربية. وشددت دعوات مقاطعة المعرض المزمع تنظيمه ما بين8 و12 مايو الجاري، على أنه لا ينبغي له مكافأة إسرائيل بمنحها صفة ضيف شرف في ظل عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني. ومقابل هذه الدعوات حث مدير النشر بالمعرض إرنستو فيريرو الكتاب على الحضور والمشاركة في التظاهرة نظرا لأن الأدب الأصيل هو زاد الإنسانية الذي لا ينتمي إلى هذا البلد أو ذاك ولا يحمل هذه الراية أو تلك فهو يسمو فوق القوميات. غير أن الداعين إلى المقاطعة يرون أنأي محاولة للقفز على هوية الثقافة وصلتها بالحق لا تبرر هذه الاستضافة. وصرح المفكر الإيطالي جاني فاتيمو بهذا الصدد أن دعاة المقاطعة لا يسعون إلى منع الكتاب الإسرائيليين من الكلام ولكنهم يرفضون أن يحضر هؤلاء المعرض كممثلين لدولة إسرائيل، التي تخلد ذكرى قيامها بفرض الحصار على غزة. ولتلمس المساندة من السلطة السياسية في البلاد وجه المنظمون دعوة لرئيس الجمهورية لافتتاح المعرض، وهو الأمر الذي قبله سعيا لوضع حد للجدل الدائر. ويعد حضور الرئيس الأول من نوعه منذ نشأة المعرض قبل عشرين سنة. وذهب الأمر ببعض معارضي دعوة إسرائيل لحضور الدورة العشرين للمعرض إلى كتابة شعارات تدين المحرقة التي يتعرض لها الفلسطينيون، على حيطان البناية المعدة لاستضافة التظاهرة. كما قام عدد من أعضاء جمعيات وهيئات مناهضة للعولمة باحتلال المبنى في فبراير الماضي معلنين أنهم سيلجأون لأساليب احتجاجية أخرى يوم عاشر مايو المقبل،أثناء تنظيم المعرض.