دعا المشاركون في الندوة الدولية حولسبتة ومليلية والثغور المحادية التي اختتمت أشغالها بمدينة وجدة، السبت الأخير، إلى البحث في إمكانية تطبيق الحكم الذاتي على الثغور في إطار السيادة المغربية، وحثت توصيات الندوة، التي حصلت التجديد على نسخة منها، الحكومة والأحزاب سياسية والنسيج جمعوي ومختلف الهيئات والغرف المهنية، على تخصيص حيز أكبر لتأكيد الانتماء المغربي للثغور المحتلة، والطابع المتجاوز للاحتلال، وأكد المشاركون على أهمية التوظيف الجيد للتطورات التي تحدث وستحدث في المحيط الجغرافي للثغور، سواء تعلق الأمر بإقامة منطقة للتبادل الحر بين المغرب والاتحاد الأوربي، أو إحداث الاتحاد المتوسطي، أو بحوار الحلف الأطلسي مع الدول المغاربية ومنها المغرب، للضغط على اسبانيا وحملها على تليين مواقفها المتحجرة. وشددت التوصيات على ضرورة إقران الدبلوماسية التقليدية الرسمية بالدبلوماسيات البرلمانية والموازية والجامعية، في مسلسل تحرير الثغور المحتلة وكذا دعم الجمعيات العاملة في مجال المطالبة باستعادة المغرب للمدينتين السليبتين والجزر المحادية، والتنسيق معها، وأيضا حسن توظيف السوابق المماثلة أو المتقاربة من حيث إنهاء احتلال الثغور في العالم مثل هونك كونج وماكاو. كما أوصى المشاركون بـ ترجمة الأدبيات المتعلقة بالثغور المغربية المحتلة الى اللغة العربية، وحث الطلبة والباحثين على تناول القضايا والموضوعات البحثية المنصبة حول استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية، والعمل على تجميع وتصنيف الكتب والمخطوطات المتعلقة بالثغور المحتلة، وترجيح الحلول التفاوضية والحفاظ على علاقات الصداقة والتعاون التي يفرضها حسن الجوار، ولكن مع المطالبة بحزم بتحرير الثغور المغربية المحتلة. وطالب المشاركون بضرورة بلورة وتنفيد استراتيجية تنموية مندمجة وشاملة ومستدامة على الصعيد الوطني، ترقى بالأقاليم الشمالية للمغرب الى مرتبة القطب الاقتصادي المتميز، وذلك قصد تقوية وتحصين الجبهة الوطنية، وتثمين مشاريع مناطق التبادل الحر والموانئ والتجهيزات الكبرى، كما دعوا إلى ترقية مبادرة الملك الراحل الملك الحسن الثاني بشأن إنشاء لجنة أو خلية مشتركة مغربية اسبانية للتفكير في مستقبل الثغور وعودتها للوطن الأم. ومما خلص إليه المشاركون أيضا، الدعوة إلى عدم الاكتفاء بالندوة والتفكير في تحويل موضوعها (سبتة ومليلية والجزر المحادية) إلى ملتقى أو منتدى يتم تنظيمه بانتظام مرة في السنة، بالتداول فيما بين الجامعات المغربية، على أن ينعقد الملتقى المقبل في جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، مع توسيع دائرة المشاركين فيها من علماء وفقهاء وباحثين في كل الحقول المعرفية.