تحولت الساحة الفاصلة بين دوار الوزازنة وتجزئة البركة، حيث يوجد المصنع /الكارثة، لمسرح جسد مواقف تراجيدية ترجمها عويل و صراخ و نحيب أسر وعائلات ومعارف الضحايا المفجوعين في فقدان فلذات أكبادهم وأحبابهم و أصدقائهم. ويحكي أحد الناجين من الفاجعة التي لم يحدث مثلها في تاريخ المغرب الحديث بينما صعدت إلى الطابق الثاني لجلب المسامير شعرت باختناق بسب دخان كثيف فتدافعت رفقة ثلاثة أشخاص للخروج فوجدنا الباب مغلقا، مما اضطرنا إلى محاولة القفز من نافذة الطابق غير أننا وجدناها محكمة الإغلاق بواسطة شباك حديدي كما هو الحال لباقي النوافذ، وبعد ساعة من المعاناة نزعناه بصعوبة، و رمينا بأنفسنا إلى الخارج مضيفا أن عشرة من العمال كانوا في الأسفل فروا بمجرد اشتعال الحريق، و مجموعة أخرى استطاعت الخروج من على سطح بناية المصنع، فيما بقي عشرات الضحايا يصارعون الموت داخله بطريقة مأساوية، فمنهم من مات اختناقا و منهم من قضى حرقا. وأشار عنصر من الوقاية المدنية أن ما يقرب من 200 رجل إطفاء شاركوا في إخماد هذا الحريق، استنفروا من المراكز السبعة للوقاية المدنية بالدار البيضاء، وقد تطلب السيطرة على الحريق أكثر من 3 ساعات، مؤكدا أنهم استطاعوا إنقاذ 6 أشخاص نقلوا على التو لمستشفيات العاصمة الاقتصادية لتلاقي العلاجات الضرورية. وفي المقابل، ألقى العديد من أهالي الضحايا و شهود عيان باللائمة على عناصر الوقاية المدنية التي تأخرت في الحضور، وتباطأت في جلب الماء لمواجهة ألسنة النيران الملتهبة بالرغم من أن مصدر الماء لا يبعد عن المصنع إلا بأمتار قلائل.