هذه الجملة تحيل على معنى عميق في الذاكرة الأمريكية، لدي حلم صرخة أطلقها مارتن لوثر كينغ منذ أزيد من أربعين سنة وكانت علامة فارقة في التاريخ الأمريكي الذي كان غارقا في العنصرية والتمييز والاستعباد. لقد كتب لهذه الجملة وصاحبها الخلود في ذاكرة النضال الإنساني من أجل العدالة الاقتصادية والحرية والمساواة والكرامة الإنسانية. كان مارتن لوثر كينغ قد تحدث في خطابه الشهير أمام آلاف الأمريكيين عن أحلام إنسانية بسيطة في المضمون لكنها لم تتحقق على أرض الواقع إلا بعد سنوات من النضال الطويل والمرير وعلى أجساد جثث سقطت فداء لهذا الحلم. لدي حلم عبارة لم تعد تخص الأمريكيين لوحدهم ولكنها أصبحت جزءا منا نحن المغاربة كذلك ومن نضالنا من أجل عدالة حقيقية وحقوق غير وهمية واحترام لإنسانية الإنسان وكينونته لا لأصله وماله وجاهه. المواطنون المغاربة من الشباب والنساء والرجال لم يجدوا أمامهم هذه الأيام سوى الحلم بعد أن أصبحت المتطلبات على بساطتها بعيدة المنال وصعبة التحقق. لسان حال كل مغربي يردد لدي حلم حلم في الكرامة الإنسانية وفي المساواة وتكافؤ الفرص وفي سيادة القانون بحيث يطبق على الجميع وفي العدالة الاقتصادية بحيث لا يموت المرضى لنقص العلاج ولا يغادر الأطفال المدرسة بسبب الفقر. لدي حلم بأن يجد العاطلون الذين يلعبون لعبة الكر والفر مع الدولة من يستمع إليهم ويفهمهم ويوفر لهم عملا يحفظ كرامتهم. لدي حلم بأن يصبح المواطن المغربي محترما لأنه مغربي فقط ولأنه ولد وترعرع في أحضان هذا الوطن. لدي حلم بأن يفتخر أبناء هذا الوطن بهويتهم وانتمائهم وينتفضون ضد محاولات إقصائهم وتهميشهم. أحلام عادية وبسيطة يشترك فيها كل البشر بيت نظيف وعمل شريف وكرامة تحترم فهل نحتاج إلى مارتن لوثر كينغ ليحمل أحلامنا ويقودها إلى أن تصبح واقعا نعيشه؟