هذه البرقية أرسلت من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط إلى وزارة الخارجية بواشنطن بتاريخ السابع عشر من يوليوز 1974. وتحمل الرقم ABAT033421974 ، تتحدث عن الدعم السعودي والكويتي والتونسي لقضية المغرب في استرجاع صحرائه المستعمرة من الإسبان، وترصد الوثيقة بعض ما صرح به سفير المملكة العربية السعودية من مواقف داعمة للمغرب ونقلت عنه أن وزير الخارجية المغربي أحمد العراقي أخذ وعدا من بومدين بعدم تدخل الجزائر في موضوع الصحرا. نص البرقية: 1 ـ خلال مكالمتي الهاتفية مع سفير المملكة العربية السعودية يوم السابع عشر من يوليوز، الذي هو نائب عميد السلك الدبلوماسي بالرباط، ورجل ذو تجربة وله ارتباطاته القوية في العاصمة المغربية؛ قال لي بأن الحكومة السعودية تدعم المغرب دعما لامحدودا. وأكد لي بأنه التقى بوزير الخارجية أحمد العراقي، بعد عودته الأخيرة من الجزائر. وأن العراقي قال له بأنه تلقى تطمينا من طرف بومدين بأن الحكومة الجزائرية ليست لها أي مطالب، وكرر لا مطالب في الصحراء وأنها لن تخلق للمغرب أية مشاكل خلال نزاعه الحالي مع إسبانيا. وقال العراقي للسفير السعودي بالإضافة إلى ذلك بأن الجزائر لن تقف بجانب الدعوة إلى استقلال الصحراء و لن يكون لها أي دور فِعلي في دعم المطالب الموريتانية. على أن السفير السعودي كان لديه الانطباع بأن هذا كان الاستنتاج الأولي الذي استنتجه العراقي من محادثاته مع بومدين ومع مسئولين رسميين جزائريين آخرين. 2 ـ وقال لي السفير السعودي بأن تفسيره للأمور هو أن موريتانيا لن تستفيد استفادة كبيرة من موقف جزائري داعم، وأن أي مطلب موريتاني لن يكون له قوة حقيقية دون دعم صريح وحاسم من الجزائر. وقال لي أيضا بأن العالم العربي يعتبر بأن المغرب قد كانت تصرفات ومواقف معقولة جدا تجاه جيرانه وأنه قدم تنازلات كبيرة سواء في اتجاه الجزائر(بالتخلي لها عن أجزاء ترابية، أو اتجاه موريتانيا بالاعتراف الدبلوماسي بها). وعليه؛ في رأي السفير السعودي فإن العرب لا يمكنهم مطالبة المغرب بتنازلات أخرى؛ وكذلك هم لديهم قناعة قوية بأن المغرب حاسم في رفضه لأي تنازلات من هذا النوع. 3 ـ وذهب السفير السعودي إلى اعتبار أن ذلك لا يعني أن المغرب لن يقوم ببعض التسوية تجاه موريتانيا، مثل القبول بالاقتسام. غير أنه لا دولة عربية مستعدة بأن تقبل بأي وضع يمكن تفسيره كقبول باحتفاظ إسبانيا بالصحراء. بالإضافة إلى ذلك أكد السفير السعودي بأن إسبانيا تواجه الموقف العربي الموحد بتقديم تكتيكات للمماطلة، وأن إسبانيا ستكون بعيدة كل البعد عن الحكمة إذا لم تراجع موقفها؛ خصوصا وأن إسبانيا يمكن أن تحتاج إلى عقد معاهدات مع المغرب تهم حماية مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية. 4 ـ السفير السعودي مقتنع كذلك؛ بأن ضغوط المغرب سوف تزداد تصاعدا وقوة إلى أن تغير إسبانيا من تكتيكات المماطلة والإعاقة. وعلق السفير السعودي بناء على ما استنتجه من اتصالاته بمجموعات مغربية وازنة؛ بأنه واثق تماما بأن المغاربة لن يلجئوا إلى السلاح سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لإيجاد حل لهذه القضية؛ إلا إذا لم يكن أمامهم أي خيار آخر غيره. وخلص السفير السعودي إلى أن الحكومة السعودية وغيرها من الحكومات العربية توصلت إلى القناعة بأن استقلال الصحراء ليس بديلا عمليا ولا قابلا للتطبيق. فأي كيان مستقل لن يتسبب إلا في المشاكل؛ والعرب يسعون إلى حل المشكل القائم مع وقاية المنطقة من أي مشكل أخر في المستقبل. 5 ـ وكان لي أيضا اتصال في نفس اليوم بالسفير الكويتي المضعَّف. وفي جوابه عن سؤالي المتعلق بالموقف الكويتي من مطالب المغرب في الصحراء؛ قال لي إن حكومة الكويت تساند الموقف المغربي. وليَّن تصريحه بالقول بأن هذا الدعم غير المشروط هو أبعد من أن يكون بسبب أن إسبانيا هي المعنية بالخلاف مع المغرب. فلو كان هناك خلاف بين المغرب وأي دولة عربية أخرى فإن موقف الكويت سيكون هو الدعوة إلى حل المشكل بينهما وديا؛ ولكن حتى في هذه الحالة فإن السفير الكويتي شدد على أن موقف الكويت سوف يكون تفضيليا إلى جانب المغرب. 6 ـ كان لنا في نفس اليوم؛ السباع عشر من يوليوز اتصال كذلك بمستشار السفارة التونسية ؛ الذي أكد أنه بينما لا يجد التونسيون أي صعوبة في دعم المغرب في تحرير الصحراء؛ فإنهم يجدون حرجا كبيرا في فرض احترام المطالب المغربية بالمنطقة. وقال إن البيانات الأخيرة المتتابعة لبورقيبة وزيارات الحبيب الشطي تحدثت كلها عن دعم جهود المغرب لتحرير الصحراء، ولكن دون تحديد لمن هو تابع هذا التراب قانونيا. وشدد على أن الاهتمام الرئيسي لتونس هو في مواصلة تنمية التوافق المغاربي . على أن هناك أطرافا معنية تعمل من خارج هذا الإطار. وأكد بأن فكرة اتحاد مغاربي يضم (المغرب والجزائروتونس وموريتانيا) يتم الاجتماع من أجلها إما قبل أو بعد مؤتمر القمة العربي المقبل قد نوقشت بالفعل؛ غير أن الإطار الشرعي لهذا المقترح ما يزال غير واضح. 7 ـ وأكد المستشار التونسي كذلك بأن وزير الخارجية المغربي أحمد العراقي سوف يتوجه في نفسه يومه السابع عشر من يوليوز لزيارة تونس. ***** مؤتمر صحفي للحبيب الشطي حول الوحدة التونسية ـ الليبية هذه البرقية تم إرسالها من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس يوم السادس عشر من يناير 1974 إلى وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن؛ وتحمل الرقم UNIS002911974. 1 ـ عقد وزير الخارجية التونسي الحبيب الشطي صباح يوم السادس عشر من يناير مؤتمرا صحفيا أمام حوالي خمسين صحفيا محليا ومن خارج تونس، قدم من خلاله تفسيرا لإعلان الوحدة مع ليبيا وصرح بالمناسبة باقتراح إجراء استفتاء شعبي في الموضوع. ولقد رأينا أن ندرج في هذا التقرير فقط النقط التالية: 2 ـ الوحدة التونسية-الليبية لا يمكن أن تتم إلا في إطار اتحاد مغاربي. قال الشطي:أملنا هو ألا يُفهم من هذه الوحدة أنها ضد رغبات وآمال المغرب والجزائر. إننا لا نرغب وليس في نيتنا على الإطلاق أن تتم هذه الوحدة في روح تؤدي إلى تفكك المغرب العربي؛ ونحن لا نقبل بأي شيء يتسبب في هذا التفكك. وسوف نعمل كل ما في وسعنا حتى تمتد هذه الوحدة لتشمل المغرب والجزائر (هذا الكلام فسره العديد من الصحفيين ومراسلو الصحف الأجنبية على أن الشطي يعني بأن تونس لن تستطيع الاتحاد مع ليبيا بدون الجزائر؛ وربما دون أن ينضم المغرب هو الآخر للاتحاد). وقد أكد الشطي في مؤتمره الصحفي بأنه سوف يقوم بزيارة للجزائر قريبا وكذلك سيزور المغرب وذلك لـ يوضح للعاصمتين إعلان جربة. وأضاف بأنه يتمنى أن تكون ردود الفعل في هاتين الدولتين مسألة عابرة. وقال الشطي بأنه لم تكن هناك مشاورات مسبقة عن الوحدة مع المغرب والجزائر ولم يتم إخبارهما بها. وذكَّر بتاريخ عمل الرئيس بورقيبة من أجل الاتحاد المغاربي، مما يعني أن هذه الوحدة مع ليبيا بمقتضى اتفاق جربة يجب أن تفهم بأنها تدخل في السياق المغاربي. 3 ـ فيما يهم توقيت الاستفتاء المزمع إجراؤه قال الشطي في جواب عن سؤال في الموضوع إن الاستفتاء سوف يجرى قبل شهر ماي المقبل لأن تونس تحتاج قبله إلى إجراء تعديل دستوري، وأضاف بأن مسألة التاريخ ليست ذات أهمية. وقال الشطي بأنه عندما التقى بالقذافي يوم الثالث عشر من يناير وجد لديه تفهما لهذا الأمر، ولضرورة التأجيل من طرف تونس. وقال إن القذافي أكد له بأن بورقيبة سوف يكون بالطبع هو الرئيس المقبل لالجمهورية العربية الإسلامية لأنه الأكبر سنا والأكثر تجربة، وأن الليبيين سوف يعطون موافقتهم على هذا.