دعت جماعة الإخوان المسلمون الشعب المصري إلى مقاطعة انتخابات المحليات، متهمة السلطة بالإعداد لتزويرها، كما أعلنت أنها ستواصل الكفاح السياسي والقانوني، لإبطال نتائج الانتخابات، واتهمت الحكومة باستخدام معتقليها كورقة ضغط عليها للانسحاب من الساحة السياسية. وشددت الجماعة على تمسكها بما قالت: إنه مواجهة الاستبداد والفساد، والسعي السلمي إلى الإصلاح والتغيير، عبر القنوات الدستورية والقانونية، وذلك في أحدث تطور يشهده الصراع بينها وبين السلطة على خلفية الانتخابات المحلية، والذي تقول الجماعة: إنه أسفر عن اعتقال المئات من أتباعها ومرشحيها. وجاء في البيان، الذي نشر على موقع الجماعة على شبكة الإنترنت، أن الجماعة واجهت حملة اعتقالات طالت رموزها في مختلف المحافظات، حتى قبل الإعلان الرسمي عن قرار خوض الانتخابات، وكأن الاستعداد جريمة ، بحسب ما جاء في البيان. واتهم التنظيم الحكومة المصرية باستخدام معتقلي الجماعة للضغط على قيادتها، قائلاً: إن الأمر وصل إلى حدّ التلويح بتشديد الأحكام على إخواننا خلف الأسوار، الذين يستخدمونهم كرهائن، ويحاكمونهم أمام محكمة عسكرية، كي نعلن انسحابنا من هذه الانتخابات . وبعد أن أشار بيان الإخوان إلى الأسباب التي دعت الجماعة إلى الإصرار على دخول الانتخابات، وفي مقدمتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنقاذ شعبنا الصابر من البلاء الذي حاق به، ووصل إلى لقمة خبزه ، لفت إلى أن السلطات المصرية ردّت على القرار باعتقالات شملت أكثر من ألف شخص . وعدّد البيان الذي ذيّل باسم المرشد العام للإخوان، محمد مهدي عاكف، بعد ذلك العراقيل التي واجهت مرشحي الجماعة، والقرارات القضائية التي صدرت لصالحهم بأحقيتهم في تسجيل أسمائهم ضمن قوائم المرشحين، وهي الحكام التي الجهات الحكومية المعنية تنفيذها، وفقاً للبيان. وأضاف المرشد العام للجماعة، حسبما جاء في البيان، أن ذلك يوضح بأن حزب الفساد والاستبداد ، في إشارة إلى الحزب الوطني الحاكم، يخشى أية منافسة ولو كانت محدودة . وبناء على ذلك قررت الجماعة الكفاح سياسيًا وقانونيًا، حتى إبطال الانتخابات في حال إجرائها، ودعوة الشعب إلى مقاطعة هذه الانتخابات المزورة قبل إجرائها . يأتي قرار الإخوان في وقت تشهد فيه الساحة المصرية غليانًا سياسيًا، بعدما تمكنت أجهزة الأمن من إحباط دعوة وجهتها قوى المعارضة للانضمام إلى المظاهرات والإضراب العام، الذي كان من المقرر تنظيمه الأحد، في يوم أطلقت عليه اسم يوم الغضب الشعبي ، احتجاجًا على موجة الغلاء التي يعاني منها ملايين الفقراء في مصر.