وهو يغادر القاعة بعد اجتماع لحكومــته نــــدد إيهود أولمرت بالبرامج التلفزيــة الـــــــتي تـــــــهاجم (إسرائيل). لاشك أنه كان يعــــــــــــــني الجزيـــــــرة والمنار، وليس بكل تأكــــــــيد القــــناة المغربية الأولى، وطـــــبعا ليــــس .2M وهو في ذلك علــــــى حـــق ألـف مرة. وللتأكد من أنه على حق يكفي تعداد البرامج، والندوات، والموائد المستديرة، التي تم تخصيصها للعدوان الهمجي المقترف ضد لبنان . للتأكد بأنه على حق، يكفي تعداد الاستطلاعات التي أنجزت من طرف قناتينا العموميتين الغاليتين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفت في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني. وللتأكد من أنه على حق يكفي تعداد عدد الفرق التي بعثتها هاتان القناتان إلى بيروت، والنبطية، وصيدا، وصور، ومارون الراس، وبنت جبيل، والخيام، وقانا، وغيرها. للتأكد من أنه على حق، يكفي تعداد عدد الفرق التي بعثتها هاتان القناتان إلى غزة، ونابلس، ورام الله... للتأكد من أنه على حق، يكفي تعداد كم عدد الدقائق التي خصصت في اليوم من طرف هاتين القناتين لهذه الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الجيش (الإسرائيلي). غير مهم! أليس كذلك ياسيد العرايشي، ويا سيدة سيطايل ومن معها؟ أكثر من 600 قتيل ، وأكثر من 1500 جريح، كلهم تقريبا مدنيون أبرياء، ومن بينهم مئات الأطفال، والنساء، والشيوخ.مئات الجسور دمرت، آلاف الدور محيت من على الأرض، مئات الكيلوميترات من الطرق أتلفت بالكامل. كل هذا غير مهم! أليس كذلك يا سيد العرايشي، ويا سيدة سيطايل ويا سيد بوزردة، ومن معهما؟ هذا دون نسيان من يوجه هؤلاء ومن يصدر لهم الأوامر... يجب التأكد ياسيدي بأنه بالنسبة لهؤلاء القوم، فإن الجحيم الذي يصطليه ويتحمله اللبنانيون والفلسطينيون لا يستحق لا استطلاعا، ولا ندوة، ولا مائدة مستديرة! يجب التأكد ياسيدي بأنه بالنسبة لهؤلاء القوم، فإن هؤلاء المعذبين لا يستحقون التوقف عندهم، ولا يهم القوم على الإطلاق ما عساه يكون رأي الشعب المغربي. أما بالنسبة للمقاومة، حماس وحزب الله؛ فالأفضل السكوت عنها وتجاهلها... لأنه لا يجب خصوصا إزعاج أو مضايقة واشنطن، أو إزعاج أصدقائنا في الكونغريس الذين يدعموننا في قضية الصحراء، ولكن، كذلك الذين هم صهاينة متحمسون جدا يمقتون الفلسطينيين والمقاومة اللبنانية. تذكروا، عندما قرر واحد اسمه كلود مونيكي أن يجر لوجورنال هيبدو إلى المحاكم بدعوى القذف، لم تدخر القناتان وسعا، ولم تبخلا في توفير الوسائل اللازمة: مرور على الهواء مباشرة، استجوابات، إلخ. بل أكثر من ذلك؛ ف2 لم تتردد في إرسال فريق تلفزي إلى بروكسيل لإنجاز استطلاع عن هذا السيد وعن المركز الذي يرأسه.وبالطبع لم يُطلب من لوجورنال أن يدلي بروايته لما جرى وأن يجيب عن التهم الموجهة إليه. ولكن ماعلينا... وللعلم فهذا السيد مونيكي هو من المدافعين المتحمسين عن الصهيونية وعن دولة (إسرائيل). وهذا الرجل عبر عن فرحته وابتهاجه لاغتيال الشيخ أحمد ياسين من طرف الجيش الصهيوني... ففي مقال مؤرخ ب25مارس2004 أكد مايلي:إننا نريد كذلك التأكيد على نقطة مهمة. للمرة الأف فإن ممارسات التصفيات المستهدفة أمر مدان. ولكن هنا في هذه الحالة فإن الإدانة تعتبر (نفاقا كبيرا). وهكذا يرى أن هذه الممارسة تكتسي شرعية واضحة بالنسبة له؛ لأن (إسرائيل) لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد عناصر المقاومة الفلسطينية الذين ليسوا بالنسبة له إلا حتالة من الإرهابيين الدمويين. وهو يرى كذلك أن: مقتل الشيخ أحمد ياسين ـ سيد الرعب والحامل لمشروع سياسي ـ ديني لا يدع مكانا للديمقراطية ـ أمر جيد. وهو نفسه الذي كتب بتاريخ 24 يوليوز الأخير بأن: حزب الله هو منظمة إرهابية وبأن الأزمة الحالية من شأنها أن تجعله يعود إلى استنراتيجية الضربات الإرهابية ضد المصالح (الإسرائيلية) في الخارج. هذا هو السيد الذي تنقلت 2 إلى بروكسيل من أجله، وتمتع بكل الاهتمام من لدن مديرية الأخبار بالقناة. أما بالنسبة لمأساة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وبالنسبة لحزب الله، والشيخ نصر الله، فماذا يساوون أمام السيد مونيكي؟ حتى يستحقوا إرسال فريق من أجلهم إلى لبنان أو إلى غزة؟ هذا ليس مستغربا إذا علمنا أن المسؤولين المغاربة رفضوا أن يكون لهم أدنى لقاء مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، مصطفين بذلك وراء نفس الموقف الأمريكي. و طلبوا فقط من (الإسرائيليين) أن يتحلوا ببعض الانضباط وضبط النفس في لجوئهم إلى القوة. وهذا ليس مستغربا عندما نتذكر التقدير الذي استُقبل به عامير بيريتس في بلادنا، هذا البيريتس الذي أصبح جلادا للفلسطينيين واللبنانيين و مجرم حرب لا يفوقه شارون بشيء.