أكد رشيد جرموني الباحث في علم الاجتماع أن الصور الخليعة لها تأثير على بعض جوانب النسيج المجتمعي، وخصوصا في جانب القيمي، بحيث أن هناك دائرتين أساسيتين، دائرة الفكر ودائرة الإرادة، فالشخص الذي يستقبل هذه الصور الخليعة يتأثر على مستوى أول، ويتبعه بالتالي سلوكات على مستوى الممارسات اليومية. ومن التأثيرات الاجتماعية التي تخلفها الصور الخليعة ظهور شباب فاقد لهويته، ومرتبط بمجموعة من الأفكار والتصورات والسلوكات التي تجسد ما يريد القائمون على هذه الصناعة الخطيرة الوصول إليه، وهي التأثير على طريقة تعامل الشباب والأفراد، فالقيم تظهر في شكل غير مباشر، وبشكل لاواعي في دائرة ما يسمى بالمخيال أو الوجدان. وأكد الجرموني أن العولمة تساهم في تسليع مجموعة من الأمور، بما في ذلك القضايا ذات الطابع الإنساني، عبر تمرير صور خليعة. ومن بين سلبيات العولمة ما تحمله من ثقافة الغرب، الذي يحاول أن يزيح بعض القيم. وتؤثر هذه الصور على المجتمع، سيما شريحة الشباب، بحيث تقدم هذه الصور بشكل جمالي لائق، وتفرض نفسها على المجتمع بشكل أو بآخر على حد تعبير جرموني الذي أضاف أن نشر مثل هذه الصور له عدة أهداف من قبيل الهدف التجاري من أجل ترويج المنتوج، بحيث لا يقتصر دورها على توعية الناس بقدر ما تريد أن تمرره من قيم وعادات سلبية، وتساهم أيضا في إفقاد الإنسان إنسانيته بحيث تخاطب فيه الجانب الغريزي، وله أيضا تأثيرات على التحصيل الدراسي، وعلى شخصية التلاميذ بشكل عام. ويهدف التطرق لمثل ملفات الجنس في العديد من الجرائد، فضلا عن المواد ذات الطابع المخل بالآداب إلى الربح التجاري من جهة وإلى إثارة الغريزة الجنسية لدى المتلقي من جهة أخرى. واعتبر جرموني أن الصورة باتت تشكل أهمية كبيرة لدى وسائل الإعلام على اعتبار جاذبيتها وبريقها الخاص الذي يؤثر على السلوكات، وفي خضم هذا التطور ظهرت الصورة الإباحية، التي تحاول العديد من المؤسسات العالمية تسويقها بشتى الطرق، فالمغرب عرف موجة من المجلات ذهبت في هذا الاتجاه، بحيث تعمل على إظهار مجموعة من الصور التي تظهر نساء شبه عاريات بهدف تجاري وبهدف ضرب قيم المجتمع، من ثم وجب على الدولة أن تتدخل من أجل الحفاظ على أخلاقيات المهنة وحتى لا يكون المجال واسعا في انتشار مثل هذه المجلات وانعكاسها السلبي على القيم. وينتقل من تأثيره على الفرد ليصبح ثقافة سائدة في المجتمع، وتساهم بعض الصحف الأجنبية والوطنية في انتشارها، واعتبارها من منتجات الحضارة، بغض النظر عن قيم المجتمع الإيجابية والمحصنة.