في بداية القرن الماضي كان الأجانب والفئات البورجوازية من سكان البيضاء يقضون أوقات فراغهم في حديقة ليوطي من أجل التنزه والاستمتاع بالهدوء التام، خاصة وأن هذا الفضاء البديع كان قريبا جدا من المحلات السكنية وأماكن العمل الإدارية وحتى دور العبادة المخصصة للأجانب. هذا الفضاء الذي يسمى حديقة الجامعة العربية صمم سنة 1913 على يد المهندس +ألبيرلابراد؛ طبقا للتصاميم التي رسمت بها حدائق باريس ووفقا لقياساتها وشكلها المنظم. بعد مرور قرن من الزمن تقريبا فإن الحديقة فقدت أكثر من نصف مساحتها الخضراء بسبب اكتساح المباني الإسمنتية وظهور أنشطة مختلفة أزالت عنها طبيعتها الهادئة وانسجامها المريح خاصة بعد ظهور فضاءات رياضية وترفيهية (فضاء ياسمينة/ كازا بلانكيز) على طول شارع مولاي يوسف حيث أصبحت الضوضاء تخترق هدوء المكان ناهيك عن المقاهي المصطفة على نفس الشارع، والتي تجتذب يوميا أعدادا كبيرة من الزواروالوافدين الذين يمتزج فيهم شباب يزعجون المارة بدراجاتهم أو طوابير الطلبة والتلاميذ الذين يحتلون المقاعد بالأوراق والكتب المختلفة أو حتى بعض متعاطي المخدرت والنساء اللواتي يتعاطين الدعارة. كل هذا ساهم في عزوف العائلات البيضاوية عن ارتياد الفضاء المذكور. ويبقى الخطر الأكبر الذي يتهدد فضاء الجامعة العربية هو الذي حمله برنامج تهيئة الدارالبيضاء الجديد والذي يسعى لإقامة موقف سيارات تحت أرضي بهذا الموقع الذي يجتذب أعدادا هائلة من السيارات يوميا.