أنا شاب منذ الصغر أعاين حالات الخلاف بين عمي وأبي، لكني لم أكن أستطيع التدخل في الأمر، ومنذ أزيد من ثلاث سنوات، انقطعت العلاقة بينهما بشكل نهائي، وكلما فاتحت والدي في موضوع المصالحة ثار غاضبا علي. في الحقيقة أعرف أن قطعهما للرحم يرافقه غضب الله عليهما، وهذا يؤلمني كثيرا لكني لا أعرف ما ذا أفعل كي أصالح بينهما؟ أرجوكم أخبروني هل توقفي عن زيارة عمي بسبب خوفي من غضب والدي علي يدخلني أيضا في حكم قاطعي صلة الرحم؟ صلة الرحم من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ومن أعظم وصايا الحق سبحانه وتعالى. قال عز وجل: والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم. ومن أبرز ما يتخلق به المؤمن اقتداء بالحبيب سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي، والذي قالت له زوجه أم المؤمنين سيدتنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها بعد أن قص عليها ما حدث في الغار لما بدأ نزول الوحي عليه: لا والله لا يخزينك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتعين على نوائب الدهر فلا يسلّط عليك شيطان... فذكرت رضي الله عنها وأرضاها من أبرز ما تخلق به الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل بعثته صلة الرحم في مجتمع كانت صلة الرحم فيه لا أهمية لها.. فالرحم كما جاء في الحديث القدسي، مشتقة من اسم الله الرحمن، فمن وصلها وصله الحق تعالى، ومن قطعها قطعه. وبناء عليه، فإن كنت قادرا على زيارة عمك فافعل، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إلا إذا كان الضرر سيكون أعظم، وكنت مكرها فلا شيء عليك، ويتحمل والدك وزر هذه القطيعة ونسأل الله أن يهديه ويصلح ما بينه وبين أخيه. *** مُنعت من ارتداء الحجاب في العمل أنا من ضحايا منع الحجاب في أوربا، أقيم بألمانيا، وقد منعت من مزاولتي عملي بالحجاب، ترددت كثيرا وأصبحت أخلعه في العمل وأرتديه بعد خروجي من الدوام اليومي، لكني أشعر أني ارتكبت ذنبا عظيما، وبدأت أكره نفسي لأني أخلع الحجاب في العمل، لكني فعلت ذلك مكرهة كي أتمكن من ممارسة عملي، أرجوكم أخبروني هل ما فعلته حرام في نظر الشرع؟ لا عليك يا أختاه، مادمت مكرهة على ذلك لقول الله تعالى: إلا من أُكْرِه وقلبه مطمئن بالإيمان ولقول الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: رُفِعَ عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. وما يقع اليوم في أوربا من مواجهة للالتزام ليس جديدا، بل يدخل ضمن سيرورة ثقافة معادية لدى البعض للإسلام وللمسلمين نعالجها بالصبر والمصابرة والقيام بالواجب واحترام قوانين البلد آخذين بعين الاعتبار أحوال الجالية المسلمة التي نسأل الله لها الوحدة والتعاون والتناصح والتعقل في مواجهة مشاكل الحياة اليومية... والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل. والله أعلم