السلام عليكم ورحمة الله، عمري 17 سنة، منذ سنوات وأبي وأمي يعيشان حياة مليئة بالصراعات، وكنت أرى كل يوم صراعاتهما، إلى درجة أنه لا تمر علينا ساعة هدوء، غير أن الجديد في الأمر أن والدتي أصبحت تغضب كثيرا وتمضي أياما كثيرة في بيت والديها، كما أنها أخبرتني غير ما مرة أنها تريد الطلاق، وبما أنني كبرت فموضوع الطلاق أصبح سهلا عليها اليوم مقارنة مع السابق. المشكلة أيضا أن والدي لم يعد يعير أمر التصالح بينهما أية أهمية، وكلما حدثته عن الأمر يجيب أن طباعها صعبة وأن تغييرها أمر مستحيل، لأن تقدم السنوات بينهما لا يزيد إلا المشاكل. أنا أعرف أن والداي يعانيان معا، وأن استمرارهما سببه الأول هو أنا، لكنني لا أتحمل أن أفكر في أمر الطلاق وفي النتائج التي قد يخلفها، أرجوكم أخبروني هل أستطيع أن أقوم بشيء من أجل أن أصلح بينهما؟، وكيف أنقد هذا الزواج من الطلاق؟ *** حافظي على توازنك النفسي حتى تحسني التخطيط بسم الله الرحمن الرحيم؛ في البداية دعيني أشد على يديك لما دلت عليه رسالتك من نفسية إيجابية، فعبارتك تنم عن شخصية لها عزيمة وإصرار، فكلمة كيف أنقذ زواج أمي وأبي، أبلغ في التعبير من عبارة أنا متذمرة، أنا محطمة، إلا أنني آمل أن يرافق الحرص منك التخطيط، والتدبير، لتحقيق ما تريدين من إنقاذ علاقة والديك، فكل الأبناء ضحايا الطلاق، أو سوء العشرة بين الوالدين، يرغبون فيما ترغبين فيه، ولكن ليس كلهم يحاولون فعل شيء، أو يخططون لفعل شيء، وأقترح عليك ما يلي : - حافظي على توازنك النفسي حتى تحسني التخطيط، واعلمي أن الأمر بيد الله في آخر المطاف، وأن عليك تقبل ما سيختاره الله عز وجل. - اطلبي من والديك أن يعطياك فرصة لمحاولة رأب الصدع بينهما، وقدمي هذا الطلب في قالب من الإلحاح والضغط العاطفي، الذي لا شك أنه سيؤثر فيهما ما دام قد صبرا من أجلك مدة اجتماعهما. - أحسني الإنصات إليهما، وحاولي تقريب وجهات نظرهما، وزيني صورة أحدهما في عين الآخر. - ابحثي عن ما يدل على كل لحظة صفاء جمعت بينهما (صور، لقطات، مواقف سمعتها ب)، وحاولي عرضها أمام والديك لتحريك الرصيد العاطفي الموجود في علاقتهما. - اقترحي عليهما الالتجاء إلى أحد مراكز الإرشاد الأسري، فقد يعينهما ذلك على حسن توجيه علاقتهما. وقبل كل هذا وذاك، ومعه، وبعده، إلتجئي إلى الله تعالى مقلب القلوب، واجتهدي في الدعاء وقولي : اللهم زين أبي في عين أمي، وزين أمي في عين أبي، وألف بينهما يارب العالمين واعلمي أن من لزم بابا فتحت له.