مفتي القدس يشيد بدعم المغرب تحت قيادة جلالة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟        إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انحرافات تمس عقيدة المغاربة وتنتشر في المجتمع دور العلماء في انقاذ المجتمع من الانحراف العقدي
نشر في التجديد يوم 01 - 04 - 2008


مظاهر غريبة يعج بها المجتمع المغربي، توارثتها الأجيال رغم خطئها إلى أن أصبحت تهدد جيلا بكامله في عقيدته، مع العلم أن أكبر الكبائر هي التي تمس الإنسان في عقيدته وتخرجه من دائرة الإيمان ليرتمي في براثن الشرك، وكثير من الناس من يجهلون حقيقة بعض التصرفات التي تجعلهم عرضة لغضب الله بحسن نية وبجهل لحقيقة الأمور، وتعد ظاهرة التبرك بالأشياء واللجوء إلى الأولياء والتضرع لهم من أجل كسب الرزق أو طلب المساعدة في بعض أمور الحياة ظاهرة متفشية في وسط المجتمع المغربي لدرجة أن بعض الأضرحة أصبحت مرتعا، لبعض الانحرافات الأخلاقية كما حدث في ضريح سيدي علي بن حمدوش بضواحي مدينة مكناس. وبين تفشي بعض الظواهر التي انحرفت بعقيدة المسلمين وأصبحت جزءا من عادات المجتمع المغربي وتقاليده، نتساءل ما هي أسباب هذا الانحراف العقدي؟ وما هو حكم زيارة هذه الأضرحة والتبرك بالأشياء؟ وما هو دور العلماء المغاربة في إنقاذ المجتمع من بعض مظاهر الانحراف العقدي؟ أسباب الانحراف العقدي اعتبر الدكتور الداعية الإسلامي عبد الرحمن بوكيلي أن العقيدة الإسلامية تقوم على توحيد الألوهية والربوبية وإيمان بعض الأشخاص أن الله تعالى هو الرزاق والمعطي والمانع والنافع والضار... إلخ. يجعلهم يلتجئون إلى غيره معه أو من دونه رجاء النفع أو رجاء التراضي. وجهل الناس بمخاطر الشرك حسب بوكيلي من أخطر الأسباب التي تدفعهم إلى اللجوء إلى الأضرحة والتوسل بها رغم أن الشرك من أخبث الذنوب وأخطرها على الإطلاق، فهو محبط للأعمال وحائل بين مغفرة الله تعالى لعبده، مصداقا لقوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وهذا النوع من الجهل هو من الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يلتجئون إلى هذه الانحرافات ويقصدون المقابر ويقصدون الأشجار والأحجار ويعبدونها حقيقة من دون الله سبحانه وتعالى. كما أن من الأسباب الكبيرة التي تكمن خلف هذا الانحراف هو الهوى واتباع الشهوات، إذ مع الأسف أصبحت الكثير من الأماكن تقصد للشرك من قبور وأضرحة وتحولت إلى مرتع للانحراف والميوعة والتحلل من الضوابط الأخلاقية، والنهم المالي الذي يجعل عددا من الناس يشجعون هذه الشركيات ويشجعون هذه التجمعات ليكسبوا منها أرباحا مادية ويستغلون جهل الناس ليسلبوهم أموالهم بدعوى التبرك أو بدعوى قضاء الحاجات، إضافة إلى سبب آخر اجتماعي كبير حسب بوكيلي يهدف إلى إشغال الناس بهذه الترهات وتفكيرهم بها عوض التفكير بأمور أخرى. آداب زيارة الأضرحة سنت زيارة الأضرحة والقبور من أجل الدعاء للأموات وأخذ العبرة في الدنيا، و تكو ن هذه الزيارات وقفة تأمل مع النفس ومحاسبتها مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة، وفي هذا الصدد اعتبر بوكيلي أن الأضرحة قبور ويجوز عليها ما يجوز على كل القبور من آداب الزيارة، وذلك بالسلام الذي علمنا الرسول صلى الله علية وسلم إياه وهو: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وأن يتم الترحم والدعوة لأصحابها، كما يجب أن تكون زيارة القبور وقفة لتذكر الخير الذي كان يقوم هؤلاء الصالحون والسنن الطيبة التي كانوا عليها، وتكون أيضا تذكرة للإنسان بالآخرة . كما أن مثل هذه الزيارات يجب أن تصاحبها موعظة بين المتزاورين كما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم. تصحيح العقيدة اعتبر الدكتور عمر بن حماد أستاذ الدراسات القرآنية أن العلماء كما لقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ورثة الأنبياء على أساس أن يواصلوا دوره، فهم ليسوا ورثة درهم ولا دينار وإنما ورثة العلم وعلى رأس هذا العلم ومن أولى أولوياته الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وحماية هذا التوحيد، ومحاصرة كل ما يمكن أن يشوش عليه على اعتبار أن الخطأ في العقيدة ليس كأي خطأ، لأن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ودور العلماء واجب في محاصرة هذه الظاهرة بكل تجلياتها بل ومحاصرتها في أدق تجلياتها حتى لا يسمح فيها للشبهة، إذ لا تنازل عن الشبهة في المجال العقدي، ففي المجال العقدي يجب أن يكون هناك تشدد في هذا الأمر، من علق تميمة فلا أتم الله عليه ومن أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على دين محمد. كما اعتبر بن حماد أن مثل هذه الأمور أحيانا تلتبس بشكليات ظاهرها إيجابي، كمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم الصالحين واحترامهم لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، لأن من داخل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم قد تقع مثل هذه الأشياء وهذا هو الذي نشاهده مع الأسف الشديد فيما يخص مسألة الصالحين والأضرحة وغير ذلك من هؤلاء. أما ما يعج به المجتمع اليوم حسب بن حماد من مظاهر الشعوذة والتقرب من الأولياء وطلب الحاجات منهم فهذا نوع من الشرك. ولمحاربة مثل هذا جاء الأنبياء، ومعلوم أن في قوله تعالى في قصة نوح: وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تدرن ودا ولا سواعا، ويغوث ويعوق ونسرا، هؤلاء من يكونون؟ إن هذه أسماء رجال صالحين كما في كتب التفسير، لكن الشيطان لبس على الناس حتى اتخذوهم آلهة فهم في سيرتهم كانوا صالحين ولا شك، وكانوا يدعون إلى الله تعالى ويدعون إلى توحيده، ولكن الناس انحرفوا في تعظيمهم إلى أن ألهوهم وصاروا يعبدونهم دون الله تعالى. سبل تصحيح العقيدة ورغم انخراط العلماء في محاربة هذه الظاهرة حسب بن حماد إلا أنهم ينبغي أن يضاعفوا انخراطهم ويقوموا بحملات للتوعية، وأن تنظم المجالس العلمية مواكب في تصحيح الاعتقاد، إلى أن تزول هذه البؤر المعروفة على الصعيد الوطني وهي مساحات واسعة جدا للدجل وللخرافات وللشعوذة ولاستغلال حاجات الناس واستغلال عاطفتهم الدينية، وهذا الأمر ينطبق على الرجال والنساء وعلى المثقفين وغير المثقفين، وحتى بعض المتعلمين الذين لهم معرفة ضعيفة بالعلوم الشرعية والذين كانوا يظنون أن هذا من الدين، ولذلك يقعون في طامات كبرى ويستغل الناس جهلهم. ودعا بن حماد وسائل الإعلام إلى فضح مثل هذه الظواهر وانخراطها في تصحيح العقيدة، إذ لا ينبغي أن تقدم على أساس أنها تراث شعبي كما حصل في بعض المواد الإعلامية التي مرت على أساس أنها جزء من الذاكرة الشعبية أو الجماعية أو غير ذلك من هذه المصطلحات. إذ أكد عمر بن حماد أن الكلمة في مثل هذه الأمور ينبغي أن تكون للعلماء، وأن يعرض أي ربورتاج أو أي تصوير على العلماء ليقولوا فيه قولهم كي لا يقع تشويش في حقيقة العقيدة الإسلامية. واعتبر بن حماد أن بعض أقوال العلماء ليست واضحة ومتداولة بين الناس بالشكل الواجب المطلوب، وأن مثل هذه الانحرافات لا يشار إليها إلا في بعض خطب الجمعة ولكنها تبقى معزولة عن الظاهرة. كما دعا بن حماد إلى تحرير عقول الناس، وأن محبة الصالحين ومحبتهم واحترامهم وتقديرهم والاقتداء بهم، بعيدة كل البعد عن عبادتهم. التقاليد اعتبر الدكتور بن حماد أن التقاليد إذا كانت فاسدة ومضرة فينبغي محاصرتها، كما دعا إلى عدم تحميل علماء الشريعة وحدهم المسؤولية في تصحيح العقيدة فرغم أن لهم الكلمة الأولى والأخيرة في تصحيح هذه الظواهر إلا أن موضوع تصحيح العقيدة له أبعاد اجتماعية وتاريخية وله جذور موغلة في تاريخ شعبنا وأمتنا، وهذا معناه ضرورة انخراط المؤرخين في التعريف بمثل هذه الظواهر والبحث عن حقيقة تاريخها كي يتمكن الناس من فهم حقيقتها وكي لا تلتبس الأمور على الناس فيتم اعتبار العادات والتقاليد الفاسدة ضمن العقيدة الإسلامية، كما لا يخفى ما لمثل هذه المفاسد العقدية من شرور وافساد المجتمع وانحلاله، إذ لا يخفى كم خربت مثل هذه المفاسد من بيوت وشتتت من أسر وأودت بإفلاس العديد من الناس وخلقت أمراضا نفسية داخل المجتمع. ومثل هذه الظواهر الفاسدة تستوجب تدخل كل الشركاء وكل الفعاليات من أجل تبيان الحقيقة، ودرء الانحرافات العقدية التي تخرب المجتمعات وتفسد عقيدة المسلمين. سميرة آيت محند شـــــرف الغنـــــى ومخاطـــــرة الفقــــــر رأيت من أعظم حيل الشيطان و مكره ، أن يحبط أرباب الأموال بالآمال ، و التشاغل باللذات القاطعة عن الآخرة و أعمالها. فإذا شغلهم بالمال ـ تحريضاً على جمعه ، وحثاً على تحصيله ـ و أمرهم بحراسته بخلاً به . فذلك من متين حيله ، و قوي مكره . ثم دفن في هذا الأمر من دقائق الحيل الخفية ، أن خوف من جمعه المؤمنين ، فنقر طالب الآخرة منه ، و بادر التائب بأن يخرج ما في يده . و لا يزال الشيطان ، يحرضه على الزهد ، و يأمره بالترك ، و يخوفه من طرقات الكسب ، إظهاراً لنصحه و حفظ دينه . و في خفايا ذلك عجائب من مكره . و ربما تكلم الشطان على لسان بعض المشايخ الذين يقتدي بهم التائب ، فيقول له : اخرج من مالك و ادخل في زمرة الزهاد . و متى لك غداء أو عشاء ، فلست من أهل الزهد ، فلا تنال مراتب العزم . و ربما كرر عليه الأحاديث البعيدة عن الصحة الواردة على سبب و لمعنى . فإذا أخرج ما في يده ، و تعطل عن مكاسبه ، عاد يعلق طعمه بصلة الإخوان . أو يحسن عنده صحبة السلطان ، لأنه لا يقوى على طريق الزهد و الترك إلا أياماً ، ثم يعود فيقاضى مطلوباته ، فيقع في أقبح مما فر منه . ويبذل أول السلع في التحصيل دينه و عرضه ، و يصير متمبدلابه ، و يقف في مقام اليد السفلى . ولو أنه نظر في سير الرجال و نبلائهم ، و تأمل صحاح الأحاديث ، عن رؤسائهم ، لعلم أن الخليل عليه الصلاة و السلام كان كثير المال ، حتى ضاقت بلدته بمواشيه . وكذلك لوط عليه الصلاة و السلام ، و كثير من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام ، و الجم الغفير من الصحابة . و إنما صبروا عند العدم ، و لم يمتنعوا من كسب ما يصلحهم ، و لا من تناول المباح عند الوجود . وكان أبو بكر رضي الله عنه يخرج للتجارة و الرسول صلى الله عليه و سلم حي . وكان أكثرهم يخرج فاضل ما يأخذ من بيت المال ، و يسلم من ذل الحاجة إلى الأخوان . و قد كان ابن عمر لا يرد شيئاً ، و لا يسأله . وإني تأملت على أكثر أهل الدين و العلم هذه الحال ، فوجدت العلم شغلهم عن المكاسب في بداياتهم ، فلما احتاجوا إلى قوم نفوسهم ذلوا ، و هم أحق بالعز . و قد كانوا قديماً يكفيهم من بيت المال فضلاً عن الإخوان ، فلما عدم في هذا الأوان ، لم يقدر متدين على شيء إلا يبذل شيء من دينه . و ليته قدر فربما تلف الدين و لم يحصل له شيء . فالواجب على العاقل أن يحفظ ما معه ، و أن يجتهد في الكسب ليربح مداراة ظالم ، أو مداهنة جاهل ، و لا يلتفت إلى ترهات المتصوفة ، الذين يدعون في الفقر ما يدعون . فما الفقر إلا مرض العجز ، و للصابر على الفقر ثواب الصابر على المرض . اللهم إلا أن يكون جباناً عن التصرف ، مقتنعاً بالكفاف ، فليس ذلك من مراتب الأبطال ، بل هو من مقامات الجبناء الزهاد . و أما الكاسب ليكون المعطي لا المعطى ، و المتصدق لا المتصدق عليه ، فهي من مراتب الشجعان الفضلاء . و من تأمل هذا ، علم شرف الغنى و مخاطرة الفقر . من صيد الخاط ذ. ميمون بريسول (ü) تغيير النية أثناء الصلاة دخلت صلاة العشاء بنية المغرب ناسيا، وفي الصلاة ائتم بي آخرون لأداء صلاة العشاء، فتذكرت وغيرت النية وأتممت أربع ركعات. فما حكم صلاتي وصلاة من ائتم بي؟ إن النية واجبة في الصلاة، كل صلاة، باتفاق العلماء، لتتميز العبادة عن العادة، وليتحقق في الصلاة الإخلاص لله تعالى. لأن الصلاة عبادة، والعبادة إخلاص العمل بكليته لله تعالى. مصداقا لقوله سبحانه في سورة البينة: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) وقد شرح أهل العلم الإخلاص في الآية بالنية. ودل الحديث المعروف الذي رواه الستة في كتبهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما على إيجاب النية أيضا، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)والصلاة لاتصح بدون النية بأي حال. وللنية شروط لابد من توفرها جمعها بعضهم في قوله: ياسائلي على شروط النية القصد والتعيين والفرضية ومن هذه الشروط أن يعلم المصلي ما يصلي، بحيث عليه أن يعين نوع الفرض الذي يصليه باتفاق الفقهاء لأن الفروض كثيرة ولا يؤدى واحد منها بنية فرض آخر. ومحل النية أن تكون مقارنة لتكبيرة الإحرام، فإن تأخرت أو تقدمت بوقت كثير بطلت باتفاق. وأما عن تغيير النية ونقلها من فريضة إلى أخرى فلا يجوز، وإنما تبطل به الفريضتان معا؛ لأنه ـــ كما يقول الفقهاءــ : قطع نية الأولى ولم ينو الثانية مستحضرا بها وقتها وهو الإحرام. ولا تبطل صلاة من ائتم بغيره بنية صحيحة لأداء فريضة معلومة وقتها عندهم. وإذا علموا بفعل إمامهم المذكور فإنهم يعيدون في الوقت ولاشيء عليهم. التلاوة الخاطئة عند الصلاة عند الصلاة كنت أقرأ بسور كنت حفظتها حديثا ولكن بعد مدة اكتشفت أنني كنت أرتكب أخطاء عند التلاوة. فما حكم صلاتي، هل هناك كفارة أم أعيد الصلوات ؟ إن الصلاة عماد الدين، ولاتتم إلا بما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث المعروف: (صلوا كما رأيتموني أصلي ) والصلاة عبارة عن أقوال وأفعال مخصوصة تؤدى في وقت مخصوص. والقراءة في الصلاة من شروطها المنصوص عليها، غير أن المالكية تصح عندهم القراءة بلحن في القراءة ولو بالفاتحة إن لم يتعمد. وما دام السائل قد انتبه إلى أخطائه بعد التعلم، فليحرص الآن على أداء صلواته بقراءة صحيحة، وبذلك يتدارك إن شاء الله، ما فاته وقت جهله، فتلك أيام خلت اجتهد فيها ما أمكنه الاجتهاد والله لايضيع عمله. الصلاة وقضاء الحاجة هل تجوز الصلاة إذا كنت بحاجة لقضاء الحاجة؟ حيث أصلي خارج المنزل وأكون بحاجة لدخول الحمام لقضاء الحاجة؟ التوجه إلى الصلاة يستلزم قطع الصلات عن كل ما يفسدها أو يحرج صاحبها أو يستفزه ويجعله منشغل الذهن مضطرب البال، بعيدا عن الخشوع فيها وهو روح الصلاة. والأفضل للمسلم أن يكون مستعدا لصلاته بوضوء صحيح، يجدده عند الضرورة لكل صلاة، لأن الوضوء على الوضوء نور على نور، خاصة في وقتنا الحاضر الذي تكثر فيه بيوت الله ومساجده المنتشرة هنا وهناك مجهزة بدورات مياه مناسبة تسعف على الوضوء في كل وقت وفي كل موسم. وليعلم السائل أن الصلاة مع مدافعة الشواغل تفسد على المومن خشوعه وتشتت ذهنه من المكروهات، ولذلك ينبغي تجنبها ما أمكن. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها: (لاصلاة ـ أي كاملة ـ بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) أي البول والغائط. ويلحق بها كذلك شواغل أخرى. وبعض العلماء يعتبر الصلاة في هذه الحالة مكروهة تحريما. والله أعلم على كل حال. (ü) مدير معهد الإمام مالك لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية بالناظور كيـــف نواجــــه الإســـــاءات المتكــــررة نشر نائب هولندي فيلما يسيئ للنبي صلى الله عليه وسلم وللقرآن الكريم، فمن وجهة نظرك كيف ينبغي أن يتعامل المسلمون مع هذه الإساءات المتكررة. بسم الله الرحمن الرحيم، هؤلاء الناس الذين يحاولون النيل من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ما هم إلا قوم عميت أبصارهم وفسدت قلوبهم، وما يقومون به من أفعال صبيانية لا ينال من حق النبي صلى الله عليه وسلم ونستطيع أن نقول في وصف هؤلاء (إن البطون إذا أصابها العفن أخرجت ريحاً كريهاً، وكذلك العقول إذا أصابها العفن أخرجت فكراً كريهاً). هؤلاء الناس أصابهم العفن العقلي والخلقي، ويحاولون أن يخرجوا عفنهم هذا للناس، نقول لهم افعلوا ما شئتم، فهذه الأفعال الصبيانية لن تنال من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم، لقد قال رب العالمين لنبيه صلى الله عليه وسلم: (إنا كفيناك المستهزئين). فكل من يحاول أن يستهزئ برسول الله صلى الله عليه وسلم يرد الاستهزاء إليه، وجد طاعنون على النبي صلى الله عليه وسلم على مدار التاريخ، وذلك موجود في بطون كتب كثيرة إلا أن ذلك ذهب أثره كما تذهب آثار الريح الكريهة التي أخرجتها البطون العفنة. وأرى أن نضع خطة منهجية لمواجهة هؤلاء تتمثل فيما يلي: -1 دعوة الحكومات العربية والإسلامية إلى استصدار قانون دولي يجرم الإساءة للرموز الدينية عند أهل الأديان، ولقد نجح اليهود في استصدار قوانين تدين من يعادي السامية. -2 ملاحقة هؤلاء الناس قضائيا في بلادهم عن طريق رفع الدعاوى القانونية ضدهم. 3 العمل على نشر السيرة الوضيئة للنبي صلى الله عليه وسلم بكل لغات العالم. وإيجاد المواقع الالكترونية التي تتحدث عن السيرة العطرة، وكذلك إنشاء القنوات التليفزيونية التي تقدم منهج الإسلام الوسطي في شئون الحياة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تكون هذه القنوات موجهة إلى غير المسلمين بلغاتهم المختلفة. - 4 أن يكون المسلمون في العصر الحاضر صورة حقيقية في الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.. شكلاً ومضموناً عملاً وخلقاً منهجاً وطريقا. الدكتور أحمد ربيعى الله عليه

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.