أكدت الدكتورة رجاء ناجي المكاوي أحد أبرز الوجوه النسائية المغربية على أن مدونة الأسرة حققت على المستوى النظري كثيرا من الأهداف التي أسست من أجلها، ومن بين هذه الأهداف ضمان كرامة وحقوق كل أعضاء الأسرة، وبث روح الطمأنينة والود والإحسان بينهم، وضمان استقرار الأسرة. أما على المستوى العملي، فترى أن النص القانوني غير قادر لوحده على تحقيق جميع هذه الأهداف، وإنما يجب تكاثف جهود كل المجالات وكل الفاعلين من أجل ترجمة هذه الأهداف المكرسة نظريا إلى واقع. واعتبرت في حوار حي أجراه معها الموقع الإلكتروني للرابطة المحمدية للعلماء بمناسبة مرور أربع سنوات من التطبيق، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة مساء يوم الخميس أن مضامين المدونة ليست سهلة الفهم والاستيعاب دائما، بل- وكما بينت التجربة - فهناك كثير من المثقفين الذين كونوا مفاهيم ليست دقيقة دائما عن هذه المضامين. كما أن التحسيس (التحريضي) الذي تقوم به الكثير من الجهات والمنابر زاد من إذكاء هذا الفهم الخاطئ لدى شريحة واسعة من النساء. فكثير من هؤلاء واعتقادا منهن مثلا أنهن أصبحن يملكن نصف الممتلكات، رُحْنَ يُطالبن بالطلاق للشقاق، ليتبين لهن بعد الطلاق أنهن لا يملكن شيئا. هذا في حين أن مسطرة الشقاق ابْتُدِعَت في الأصل من أجل تقريب ذات البين، وإيجاد حل للخلافات الزوجية وتفادي الطلاق أقصى ما يمكن. وأشارت الدكتورة المكاوي إلى وجود معيقات كثيرة تحول دون تطبيق المدونة منها ما هو بشري، ومنها ما هو لوجستيكي مادي، ومنها ما هو نابع من كيفية فهم واستيعاب المواطنين لمضامين المدونة.