لي صديقة تقدم لخطبتها رجل قد طلق 4 مرات قبلها، ويرجع أسباب الطلاق إلى السحر وأن السحر أيضا يؤثر عليه وهو لا ينجب بسبب ذلك ويقول إنه يعرف من سحره وأنه متأثر بالسحر هو وبعض إخوته، وسؤالها هل للسحر تأثير على الإنجاب وإذا كان الجواب بالإيجاب هل من حل له، علما أن هذا الخاطب تعتبره صديقتي ممن ترضى دينه وخلقه. أم أيمن ـ سطات ـ الزواج قرار واختيار، وهو بمثابة نصف الدين كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ارتباط إلى أن يفارق أحد الزوجين هذه الدنيا، ومن هنا يظهر أن الزواج ليس فترة تمر من حياة الإنسان، بل إنه سيحكم على مصيره الديني والدنيوي بهذا الاختيار، ومن ثمة فلا بد للمرء قبل أن يقدم على مثل هذا الاختيار أن يدرسه من كل جوانبه، وعلى الخصوص الطرف الثاني الذي سيرتبط به. أولا أشكر لك اهتمامك بصديقتك ومشكلتها، وهذه الحالة، تدعونا إلى قضية كبرى ومشكل عويص تعيشه بعض الأسر، وهو ما يرتبط بالسحر، وهذه القضية يمكن الرجوع إلى أحكامها وإلى تعريفها، وإلى مضارها، لكن اختصارا أقول لك أختي أن أكثرية السحر هو وهم يعيشه كثير من الأزواج و كثير من الزوجات، ويؤثر بشكل سلبي على العلاقة الزوجية، في كثير من الأحيان ما تنتهي هذه العلاقة الزوجية بالفشل، سواء بالطلاق الواقعي أو بالطلاق العاطفي، وهذا الإنسان الذي تتحدثين عنه ذكرت أنه تزوج أربع مرات وطلق بسبب أنه يعتقد أنه مسحور، وهذا الأمر يجرنا إلى أنه هذه حالة مرضية، يجب عليه أن يقتنع بها ويعرض نفسه على متخصص، لأنه ليس من المعقول أن يطلق بهذه الوتيرة، وأنصح هذه الأخت التي تنوي الارتباط بهذا الشخص أن تقطع هذه العلاقة لأنها محكوم عليها بالفشل البين والواضح، مادام هذا الشخص على هذه الحالة، فأقول لها ستكونين الخامسة في الترتيب من حيث الطلاق، فأرجو أن تختاري لك زوجا أحسن وأن ترتبطي بمن هو أهل لك. أستغرب أن تقولي أنك ترضين دينه وخلقه، فأي خلق، وأي دين؟ إذا كان هذا الرجل من الذين يأتون السحرة والمشعوذين والذين حياتهم بهذه الطريقة التي تتحدثين عنها، فلا بد أن نراجع نظرتنا للتدين وللخلق، وأن نضع كل مصطلح في مكانه اللائق به، وطبيعي أن الإنسان حينما يتجاوز سنا معينة يحتاج إلى الاستقرار، لكن انظري بعيدا ولتكن نظرتك أوسع من اللحظة الراهنة، الزواج ثم الفشل سيكون تجربة قاسية بالنسبة إليك، وليس المهم أن ترتبطي بأي كان ولكن المهم هو أن تكوني مقتنعة بهذا الارتباط وأن يستمر هذا الزواج، أما أن ترتبطي بهذا الشخص وبعد ذلك تكونين الخامسة فأظن أن هذا القرار خاطئ، أرجو لك إن شاء الله حياة سعيدة واختيارا أسعد، وفقك الله لما فيه الخير.