تشير التوقعات الاقتصادية إلى تراجع طفيف في الطلب الخارجي الموجه نحو المغرب خلال الفصل الأول من سنة ,2008 مما سيزيد من تفاقم العجز التجاري، بفعل الغلاء المنتظر لقيمة الواردات، لاسيما تلك المتعلقة بالمواد الطاقية والغذائية. وأشارت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة الظرفية أن عوامل أخرى ستؤثر لا محالة على الاقتصاد الوطني، من أبرزها نتائج الموسم الفلاحي الحالي التي تظل رهينة بالظروف المناخية للفصل الأول من هذه السنة، بينما ستواصل باقي القطاعات الأخرى توجهها الإيجابي مستفيدة من تنامي الطلب الداخلي، حيث من المنتظر أن تزداد قيمة الاستثمارات، بفعل تسارع انجاز المشاريع الكبرى للتنمية والبنية التحتية، كما سيستفيد استهلاك الأسر من تحسن وضعية التشغيل بقطاعي الخدمات والبناء، ومن المنتظر أن يحقق الناتج الخام للقطاعات غير فلاحية زيادة قدرها 9,5 %، خلال الفصل الأول من سنة ,2008 بالمقارنة مع نفس الفترة من .2007 وقد شهد الفصل الأخير من سنة 2007 اتجاها تصاعديا في الأرقام القياسية لتكلفة المعيشة مع أن تطورها الإجمالي سجل 2 %، فارتفاع أثمان المواد الغذائية ارتبط بضعف الموسم الفلاحي الماضي، وارتفاع المواد الفلاحية الأخرى كالسكر والزيت على مستوى الأسواق الدولية، علاوة على نمو الطلب الخارجي الموجه نحو المغرب سجل تراجعا ، حيث لم يتعد معدل تزايده 3,0 % خلال الفصل الرابع من .2007 وأكد المصدر ذاته أن تسارع نمو الواردات بالمقارنة مع الصادرات ترتب عنه تفاقم العجز التجاري بنسبة 5,36 %. من جهة أخرى واصل الطلب الداخلي مسار توسعه الملحوظ، حيث اتضح أن الاستثمار الخاص كان المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي خلال سنة ,2007 وذلك بفضل الدفعة القوية والمستمرة التي تشهدها الاستثمارات بميداني البناء والأشغال العمومية منذ ,2006 وقد حققت القروض الموجهة نحو العقار تزايدا بنسبة 8,35 % خلال إحدى عشر شهرا الأولى من .2007 وتدل الوضعية الايجابية لسوق التشغيل والارتفاع المحدود لمعدل التضخم واستمرار تزايد نفقات الأسر رغم التراجع الحاصل في المداخيل الفلاحية. وواكب هذا التزايد في الطلب الداخلي ارتفاع في النمو الاقتصادي الوطني، تجسد بالخصوص على مستوى الأنشطة غير المرتبطة بالفلاحة، والتي بلغ معدل نموها 6 في المائة خلال الفصل الثالث من ,2007 عوض 5,5 % من سنة ,2006 وتشير المعطيات الأولية إلى استمرارالنمو الاقتصادي بنفس الوتيرة خلال الفصل الرابع من السنة الماضية حسب المندوبية.