يجد مئات آلالاف من مشتركي الهاتف المحمول لشركة ميدتيل أنفسهم مجبرين على إبقاء اشتراكهم معها، بعد ملل البعض منهم من المحاولات غير المجدية لفسخ العقدة عبر الاتصال الهاتفي، في ظل عدم سماح الشركة لهم بفسخها بموجب عقدة، وعندما يتصل الزبون مركز العلاقات مع الزبناء ميدتيل تجيبه امرأة بأدب جم وبعد أن تتعرف على رقم هاتفك المحمول، وطلبك لفسخ العقدة تحيلك على شخص اسمه المهدي هو المكلف بإلغاء الاشتراك، وتنطلق وصلات موسيقية لا تنقطع لدقائق طويلة دون أن يجيبك أحد، ليضطر المتصل، بدافع الملل والضجر، إلى قطع الاتصال بعدما يكون قد تكبد خسارة مالية دون قضاء حاجته، وقد وقفت التجديد على إحدى الحالات في أكثر من محاولة. والحكاية نفسها تتكرر في كل مرة. وبخلاف شركة اتصالات أخرى، فإن ميدتيل لا تلغى الاشتراك بواسطة عقدة كما تبرمه بعقدة، ولهذا ترفض وكالاتها التجارية التكفل بإلغاء الاشتراك عند قدوم أحد الزبناء إليها، وهو ما يدخل المشتركين في دوامة وتجعلهم في وضعية المكره على البقاء مشتركاً، علماً أنه يوجد نحو 390 ألف مشترك في الهاتف المحمول مع ميدتيل، أي ما يشكل 6 % زبناء الشركة عموما. المكلف بالعلاقة مع الصحافة بالشركة أبدى استغرابا للأمر، مضيفا أن العاملين بمصلحة الزبناء يحاولون معرفة الأسباب التي دفعت بالزبون إلى الرغبة في إلغاء الاشتراك، قصد حل المشاكل المرتبطة بجودة الخدمات التي تقدمها الشركة، وقال حسن بوشاشة إن الشركة وضعت رقم فاكس يرسل فيها الزبون رقم الهاتف الذي يرغب بإنهاء اشتراكه. ومن جهة أخرى، تلقت التجديد مراسلة جوابية من الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات حول دورها في القضية، وتشير فيها إلى أنه لا يمكنها التدخل فيما يخص إجراءات فسخ العقدة، إلا في حالة تسجيل ممارسات تتنافى والمنافسة الشريفة، أو أن تتقدم جمعية لحماية المستهلك بطلب في الموضوع، وفي هذا الصدد صرح رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك بوعزة خراطي لـ التجديد أن جمعيته مستعدة لتبني الملف شريطة التوصل بشكايات مكتوبة من المتضررين. وطالب بوعزة شركات الاتصالات عموما بالتعامل باحترام وشفافية مع الزبناء، مضيفا أن جمعيته تتلقى شكايات حول سوء تعامل مراكز العلاقة مع الزبناء لدى شركات الاتصالات، وعدم تلبية طلباتهم. تجدر الإشارة إلى أن ميدتيل حققت رقم معاملات برسم 2006 ناهز 3,4 مليون درهم، ويتوقع أن يبلغ 5 مليارات السنة الجارية، وتصل درجة تغطية شبكتها للتراب الوطني 96 % حاليا. وهي تعمل في السوق المغربي منذ 7 سنوات، وتستحوذ على ثلث سوق الاتصالات.