أعلن اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا عن تكوين التجمع الأوروبي للأئمة، والذي دعا إليه الاتحاد، وشارك في حفل الإعلان بمدينة بروكسيل البلجيكية ما يزيد عن 200 عالم وداعية من مختلف أنحاء أوروبا يمثّلون العديد من المراكز والمساجد الإسلامية، حيث تم مناقشة دستور التجمع وتكوين أمانته العامة. كما حضر الإعلان أيضًا مندوب عن الاتحاد الأوروبي والعديد من سفراء الدول العربية والإسلامية ولفيف من الجاليات المسلمة في الغرب، ويعدّ هذا التجمع الأول من نوعه الذي يجمع الأئمة المسلمين على مستوى أوروبا. ويأتي إعلان إنشاء هذا التجمع في أعقاب الاحتفال بإطلاق ميثاق المسلمين في أوروبا والذي عدّه بعض المراقبين كأهم وثيقة في تاريخ المسلمين المعاصر في أوروبا. وأكّد الشيخ ونيس المبروك رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي ومسئول قسم التربية والدعوة في الاتحاد؛ أن التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين الدينيين يعتبر مواد ميثاق المسلمين في أوروبا المنطلق والمرجعية الفكرية للتجمع وتتضمن أهدافه توحيد جهود الأئمة والمرشدين الدينيين، والتنسيق بينهم في ما يخصّ مجالات الإمامة والإرشاد الديني وفي القضايا العامة، وتطوير كفاءة الأئمة والمرشدين وتأهيل الجدد منهم للقيام بمهامهم على أحسن وجه، والعمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية وتشجيع الحوار الديني والثقافي الأوروبي، والإسهام في ترسيخ السلم الاجتماعي في المجتمع الأوروبي وتقوية الأواصر بين شتى شرائح المجتمع ودعم جهود الوحدة الأوروبية، وتحقيق مبدأ التعايش والتعاون في ظلّ الأخوة الإنسانية ومقصد التعارف بين الناس الذي نادى به ديننا الحنيف، بالإضافة إلى توعية الأئمة والمرشدين بتاريخ أوروبا وقوانينها، وواقعها الثقافي ومكوناتها الاجتماعية والسياسية. ويعتبر الاتحاد أن إطلاق هذا التجمع خطوة هامة لمستقبل أفضل للوجود الإسلامي في أوروبا التي يجب أن تتضافر جهود جميع المؤسسات الإسلامية على إنجاحها. وفي غياب التنسيق الكامل بين هذه المؤسسات فقد أخذ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا على عاتقه إطلاق هذه المبادرة لا لتعبر عن الاتحاد وأئمته ومؤسساته والفكر الوسطى الذي ينتهجه وحسب, بل هي مفتوحة لجميع أئمة المسلمين الذين يستشعرون حجم التحديات التي تواجه المسلمين وحجم المشاركة والتفاعل الإيجابي الذي يمكن أن يسهم به المسلمون في مجتمعاتهم الأوروبية.