عم الإضراب التجاري العام في قطاع غزة منذ ساعات صباح يوم السبت (23/2)، في أولى فعاليات اليوم العالمي لكسر الحصار استجابة للدعوة التي وجهتها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، حيث شهد الإضراب تجاوباً كبيراً من قبل المواطنين الفلسطينيين. وتفقد وفد من اللجنة برئاسة النائب المستقل في المجلس التشريعي جمال الخضري، سير الإضراب التجاري في مدينة غزة، وهو أول فعاليات اليوم العالمي لكسر الحصار اليوم السبت، والذي ستشارك فيه أكثر من سبعين دولة حول العالم. وتجوّل الوفد بين المحال التجارية الممتدة من مفترق السرايا حتى ساحة الجندي المجهول منذ ساعات صباح السبت، بحضور عشرات المواطنين والتجار. من جهته؛ حيا الخضري التجار على وفقتهم هذه للدفاع عن حقوقهم لإعلاء الصوت ضد الاحتلال الإسرائيلي، لما يعانيه التجار ورجال الأعمال مثل غيرهم من آثار الحصار الجائر. وقال الخضري: البضائع المحتجزة لرجال الأعمال في الموانئ الإسرائيلية يكلفهم خسائر تقدر بـ 150 مليون دولار، إلى جانب خسائر يومية يتكبدها القطاع التجاري يومياً تقدر بمليون دولار . وأضاف الحصار أثر على الاقتصاد الوطني، وانهيار شامل له، ومنع الاستيراد أوجد معادلة جديدة، بوجود رأس مال مجمد لرجال الأعمال وفي المقابل هناك التزامات لهم في البنوك وأمام الشركات ولا يستطيعون الإيفاء بهم . وشدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على أن استنهاض الاقتصاد من جديد وبث الحياة فيه، أمر صعب جداً نظراً لخطورة الأوضاع، وتعطل المصانع والعمال عن العمل وانضمامهم إلى قائمة البطالة. ودعا الجميع للوقوف إلى جانب العامل والتاجر الفلسطيني الذين تعرضوا لمذبحة حقيقية، وسرقة بضائعهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر حجز بضائعهم في الموانئ دون أدنى سند أو حق قانوني. ومن المقرر أن تنطلق اليوم السبت سلسلة من الفعاليات في 30 دولة ومن أكثر من 70 مدينة في العالم، تضامناً مع أهالي قطاع غزة في مطالبهم بإنهاء الحصار الخانق المفروض عليهم، للوقوف بجانب الشعب المحاصر في غزة، والذي يعاني ظروفاً قاسية وعصيبة تزداد يوماً بعد يوم، وهى بمثابة عقاب وإبادة جماعية. وقال النائب الخضري: من يعتقد بأنّ الحصار الصهيوني قد كُسِر عن غزة بعد هدم الجدار الفاصل بين غزة والأراضي المصرية؛ فهو مخطئ، فالحقيقة أنّ الحصار على غزة متواصل ويزداد ضراوة في كل يوم، ويستهدف كل شيء؛ البشر والشجر والحجر ، على حد وصفه. وأشار الخضري إلى أنّ اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار بعثت برسائل مختلفة لكافة دول العالم، وعلي كافة المستويات الرسمية والشعبية وللجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي؛ بهدف التضامن يوم السبت مع غزة، وإرسال بعثات إلى القطاع للوقوف على حجم معاناته. وذكر الخضري أسماء عدد من الدول التي قال إنها استجابت لدعوة اللجنة الشعبية، ومنها فرنسا وإيطاليا وكندا والسويد واليونان وألمانيا والنرويج والجزائر والبحرين ومصر، بالإضافة إلى فلسطيني الداخل المحتل سنة 1948، والذين سينفذون منذ صباح السبت سلسلة فعاليات تضامنية. وبحسب برنامج فعاليات اليوم العالمي لكسر الحصار؛ فإنه سيتم في داخل الأراضي الفلسطينية إعلان الإضراب من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشر ظهراً، في حين سيتم في الساعة العاشرة صباحاً وضع حجر الأساس للمعلم التذكاري لضحايا الحصار في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، وبعد ذلك ستنطلق مسيرة جماهيرية من ساحة الكتيبة لمقر الأممالمتحدة خلف قصر الحاكم غرب غزة. وفي الساعة الحادية عشرة سيتم تسليم رسالة ومجسم رمزي عن الحصار لممثل الأمين العام للأم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، كما سيكون هناك وقفة طلابية في كلية المجتمع العلوم المهنية والتطبيقية، وستنظم زيارات للمستشفيات لتفقد مرضى الحصار، وزيارة أسر ضحايا الحصار، إضافة إلى خروج مسيرة نسائية حاشدة سيحدد وقتها لاحقا في يوم السبت. أما بشأن الفعاليات في خارج الأراضي الفلسطينية؛ فقد تم دعوة جميع أحرار العالم ، لإطفاء الأنوار مساء السبت الساعة الثامنة مساءً ولمدة خمسة دقائق. كما دعوا إلى المشاركة بفعالية في كافة المسيرات التي ستنطلق بقوة تضامناً مع قطاع غزة المحاصر. وكان أمين أبو راشد، رئيس اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة ؛ قد قال في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام : سنتجاوب مع الحملة التضامنية الموحدة لنصرة المواطنين الفلسطينيين في غزة، وسيكون يوم 23 شباط (فبراير) يوماً مخصصاً للتضامن وللنصرة من خلال المظاهرات والاعتصامات والمسيرات (في كل أرجاء أوروبا) التي تدفع بقوة في اتجاه كسر الحصار الذي نفذ صبر أصحاب القلوب الحية عليه . وأضاف أبو راشد قائلاً رتّبنا برنامجاً في هذا الشأن بالتنسيق مع الحملة الشعبية لمواجهة الحصار، ومن المقرّر أن تخرج مظاهرات واعتصامات جماهيرية في أرجاء القارة الأوروبية تضامناً مع قطاع غزة ، معرباً عن توقعه أن يكون يوم السبت الثالث والعشرون من شباط (فبراير) مشهوداً في سجل التضامن مع الشعب الفلسطيني المُحاصَر، وستتحوّل ميادين بأسرها وشوارع كبرى إلى امتداد للقطاع المحاصر من بيت حانون إلى رفح . وتابع رئيس اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة بقوله إنّ التحركات الجماهيرية لن تقتصر بالطبع على هذا، وعلى التوازي منها نقوم بتكثيف وتيرة التواصل مع صانعي القرار والبرلمانيين والمجتمع المدني، وهناك حملة جارية لإطلاع أعضاء البرلمان الأوروبي على حقائق لا يمكن طمسها عن المأساة اليومية المركّبة التي ينتجها الحصار اللاأخلاقي المفروض على غزة .