دقت مجموعة من الجمعيات والمنظمات الصحية المهتمة بشؤون الأسرة في المغرب ناقوس الخطر للتحذير من الانتشار الخطير للتدخين بكافة أنواعه في الآونة الأخيرة خاصة بين صفوف الأطفال و الشباب ذكورا كانوا أو اناتا،فقد أفادت بعض الدراسات الميدانية أن12 % من تلاميذ المدارس الإعدادية في المغرب يدخّنون، وأنّ النسبة ترتفع إلى نحو 60% في صفوف طلاب نهاية المرحلة الثانوية، مع ارتفاع ملموس في نسبة الفتيات المدخنات . ساهم في هذا التطور الخطير لآفة التدخين ظهور أشكال أخرى اكتر فتكا بصحة الإنسان كالشيشة المستوردة من المشرق العربي التي أصبحت موضة العصر،في هدا الإطار احتضنت مدينة الدارالبيضاء لقاء تحسيسي حول الآثار الخطيرة للشيشة بحضور مجموعة من الأطباء والسلطات المحلية ناقشوا خلاله خطورة هده الظاهرة.وفي تدخل لممثل النيابة العامة أكد أن الفراغ القانوني يعد أهم عائق أمام زجر المخالفين في ظل غرامة لا تتجاوز 50 درهما،وأشار من جهته مختار البقالي القاسمي وهو مدير الشؤون العامة بولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى أن عدد المقاهي التي راقبتها السلطات المختصة و تابعتها إداريا و قانونيا بلغ 450 مقهى لم تحترم منع التدخين الشيشة. ومن جهة أخرى عبرت البروفيسور زوبيدة بوعياد رئيسة قسم الأمراض التنفسية بكلية الطب بالدارالبيضاء محتويات الشيشة من المواد السامة مؤكدة أن الشيشة اخطر من السجائر وتدخينها يضاهي تدخين20 الى30 سيجارة، على اعتبار أن احتراق المواد المستعملة في الأولى يستغرق وقتا أطول من تلك الموجودة في السجائر. كما نبهت إلى خطورة الوضع عند تعاطي الأطفال التدخين. وتزامنت هده التعبئة المدنية من اجل محاربة التدخين مع التقرير الجديد الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية في إطار مساعيها الرامية إلى مواجهة هده الآفة بتقديم رؤية جديدة لمكافحة التدخين على مستوى العالم، وأكد التقرير أن التدخين يمكن أن يقتل ملايين البشر ما لم يتم اتخاذ تحرك عاجل لمكافحته. و قد قال دوغلاس بتشر مدير مبادرة التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية: إن وباء التدخين يمكن أن يقتل نحو مليار شخص في القرن الحالي ما لم يتم اتخاذ تحرك عاجل، لقد قتل بالفعل مائة مليون شخص القرن الماضي، وأكثر من ثمانين في المائة من حالات الوفيات التي سيسببها مستقبلا ستكون في الدول النامية ووفقا للتقرير، فإن انتقال وباء التدخين باتجاه الدول النامية، يرجع إلى إستراتيجية عالمية تديرها شركات التبغ وتقوم على استهداف أجيال الشباب والبالغين في العالم النامي،فيالوقت الذي تتراجع فيه نسبة المدخّنين في الدول المتقدّمة بفعل حملات التوعية والثقافة الصحية،وكدا القوانين المتخذة من طرف هده الدول في مواجهة شركات التبغ كمنع التدخين في الأماكن العامة الذي دخل حيز التنفيذ في العديد من الدول المتقدمة.