دفاعا منه عن حق العلماء في التعبير عن أفكارهم وحرية إبداء آرائهم دون حجر أو وصاية تقدم النائب سعيد خيرون، عن فريق العدالة والتنمية بكلمة في إطار المادة 66 من النظام الداخلي لمجلس النواب في نهاية جلسة الأربعاء 30 يونيو 2004 هذا نصها: >بدأت تتعالى في الآونة الأخيرة أصوات إعلامية وسياسية تتجرأ بشكل غير مسبوق على الرسالة النبيلة للعلماء والخطباء والوعاظ الذين يقومون بدورهم التأطيري والتربوي داخل المجتمع المغربي، وفق الأعراف والقواعد العلمية الأصيلة التي درج عليها المغاربة في تقدير واحترام هذه الوظيفة الدينية، التي أسهمت بحظ وافر في حفظ الشخصية المغربية وتنمية تدينها في إطار من الوسطية والاعتدال، كما أسهمت في الحفاظ على القيم الاجتماعية التي تميز المغاربة، ومن ذلك اعتزازهم بفضيلة الحياء والعفة والتضامن وباقي مكارم الأخلاق التي أوصى بها ديننا الإسلامي الحنيف. السيدة الرئيسة، السادة الوزارء، إننا نعبر في فريق العدالة والتنمية عن قلقنا الشديد تجاه هذه التدخلات السافرة التي تروم تكميم أفواه العلماء والخطباء حين يتكلمون عن المعلوم من الدين بالضرورة، وهم يقومون بدورهم الأصيل والعريق في تنمية المجتمع أو تنبيه المسؤولين عن تدبير سياساته العامة داخل مفهوم وثقافة النصيحة التي نعرف جميعا أنها تكون لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وإن قلقنا هذا يزداد حين تعلق الأمر باستهداف العلماء العاملين بالمؤسسات الرسمية، والذين لا يمكن بحال من الأحوال أن تلفق ضدهم الاتهامات الرخيصة من قبيل التحريض أو الإثارة. إننا نؤكد أن المجتمع المغربي الذي يعتز بقيم الإسلام وأخلاقه ومعانيه ويقيم عليها علاقاته ومعاملاته، لا يمكن أن يتنكر يوما من الأيام للدور الرائد، الذي قام، ويقوم به باقتدار كبير العلماء والخطباء في الجامعات والمعاهد والمساجد المنتشرة في طول البلاد وعرضها، كما نؤكد أن هذه الجرأة المذمومة والمنتظمة على التهجم عليهم ومحاولة إرهابهم وصدهم عن قول وبيان ما يجب بيانه، تطرح سؤالا كبيرا عن أهداف هذه الحملة ومراميها... وتجعل من حقنا أن نسأل عمن سيتولى القيام بدور هؤلاء العلماء والخطباء إذا ما تم إسكاتهم وترهيبهم لفرض ما يجب أن يقولوا وما لا يجب؟ أليس هذا هو السبيل التي ستوصل حتما إلى إفقاد الحقل الديني أي مصداقية أو سلطة علمية مقدرة ومعنوية معتبرة وبالتالي جعل كل من هب ودب يتولى ذلك ويتصدى له؟ أليس هذا هو من السبل لإنتاج الفراغ في مجال التأطير الديني، مما يمكن أن يؤدي إلى إنتاج الغلو والتطرف؟ السيدة الرئيسة، السادة الوزارء، إن حماية الحقل الديني من جهل الجاهلين وجرأة المتحاملين مسؤولية كبيرة توجب على كل الغيورين على استقرار وأمن المغرب أن يتصدوا لها بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بتعزيز دور العلماء وإبعاد كل المشوشات عنهم حتى يقوموا بدورهم التنويري والتهذيبي الذي يحتاج إليه المغرب اليوم حاجة ماسة وأكيدة، وذلك في ظل احترام الحق في التعبير والإيمان بدور العلماء في نهضة الوطن وتقدمه واستقراره.