استنكر فريق العدالة والتنمية الأصوات الإعلامية والسياسية التي تعالت في الآونة الأخيرة وبجرأة غير مسبوقة على الرسالة النبيلة للعلماء والخطباء والوعاظ، الذين يقومون بدورهم التأطيري والتربوي داخل المجتمع المغربي وفق الأعراف والقواعد العلمية التي درج عليها العلماء المغاربة. وعبر النائب سعيد خيرون في مداخلته ضمن مقتضيات المادة66 من النظام الداخلي لمجلس النواب عن قلق فريق العدالة والتنمية الشديد من التدخلات السافرة التي تروم تكميم أفواه العلماء والخطباء حين يتكلمون عن المعلوم من الدين بالضرورة، وحين يقومون بدورهم الأصيل والعريق في تنمية المجتمع وتنبيه المسؤولين عن سياسته العامة في إطار ثقافة النصيحة التي يجب أن تكون لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وأضاف خيرون قائلا إن قلقنا يزيد حين يتعلق الأمر باستهداف العلماء في المؤسسات الرسمية، والذين لا يمكن بحال من الأحوال أن تلفق ضدهم الاتهامات الرخيصة، من قبيل التحريض والإثارة مؤكدا على أن المجتمع المغربي الذي يعتز بقيم الإسلام وأخلاقه، ويقيم عليها معاملاته لايمكن أن يتنكر يوما من الأيام للدور الرائد الذي يقوم به العلماء والخطباء في المجتمع. وأوضح عضو فريق العدالة والتنمية في المداخلة نفسها أن الجرأة المذمومة على الفئة المذكورة، والتهجم عليها ومحاولة إرهابها وصدها عن قول الحق، وبيان ما يجب بيانه تطرح سؤالا كبيرا عن أهداف الحملة ومراميها، وتجعل المتتبع يتساءل عمن سيتولى القيام بدور العلماء والخطباء في حال إسكاتهم وترهيبهم. مشيرا إلى أنه من شأن ذلك إفقاد الحقل الديني المصداقية وسلطته العلمية المقدرة والمعنوية المعتبرة، وبالتالي فتح الباب لكل من هب ودب وخلق فراغ في مجال التأطير الديني، ومن تم إنتاج الغلو والتطرف. وجاء في ختام مداخلة سعيد خيرون التي حال انتهاء الوقت المخصص له دون إتمامها إن حماية الحقل الديني من جهل الجاهلين وجرأة المتحاملين مسؤولية كبيرة توجب على كل الغيورين على استقرار أمن المغرب أن يتصدوا لها بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة، ولايمكن أن يكون ذلك إلا بتعزيز دور العلماء وإبعاد كل المشوشات عنهم حتى يقوموا بدورهم التنويري والتهذيبي ... يذكر أن بعض الجرائد اليومية شنت حملة عليالمجالس العلمية واتهمتها بكونها تغط في نوم عميق.، فيما دعا فريق بالغرفة الثانية إلى فتح تحقيق بشأن خطبة جمعة ألقيت بالدار البيضاء وبثت مباشرة في القناة الأولى الأسبوع الماضي وصفها بالظلامية. محمد عيادي