اختتم المؤتمر الدولي الذي انعقد بالرباط بمقر الإسيسكو مساء الثلاثاء 29 يناير 2008 أشغاله بعقد جلسة ختامية ترأسها المستشار طارق البشري الذي أعطى الكلمة لرئيس مركز الحضارة للدراسات السياسية في القاهرة الدكتور مدحت الليثي ليقدم التقرير الختامي لهذا المؤتمر الدولي. نبه الدكتور مدحت على أن هذا التقرير لا يهدف إلى استبعاد التوجهات المختلفة داخل الأمة أو التقليل من شأنها بقدر ما يساهم في الإرتقاء في الحال وتحسين المآل وتحقيق المقاصد العليا لهذه الأمة بجميع مكوناتها، كما دعا مدحت إلى الإنتقال من الإنتقادات إلى بناء استراتيجيات التغيير والإصلاح والتواصل الحضاري مع العالمين، ومن هنا يقول مدحت فإن مركز الحضارة سيعالج هذه القضية في عدده القادم، إذ سيكون موضوعه هوبناء استراتيجيات مشروع النهوض الحضاري. ومن جانبه شدد رئيس مؤسسة خالد الحسن الدكتور سعيد الحسن على ضرورة انفتاح الأكاديميين على السياسيين الناشطين، كما دعا إلى معايشة القضايا من الداخل بشكل مباشر بدل الإرتهان للرصد الخارجي، وهذا يقول سعيد الحسن ما يسعى إليه مركز الدراسات والأبحاث، كما يهدف إلى جعله دارا للباحثين الشباب حتى تكون مثل هذه المؤتمرات مناسبة لصقل مواهبهم. وحول مدى تحقيق المؤتمر بعض أهدافه الكاتب الإيراني محمد صادق الحسيني صرح لالتجديد قائلا:المؤتمر وضع قاطرة جديدة في قطار التحرك على الطريق الصحيح من أجل إعادة النظر ومراجعة المعادلة القاسية وغير العادلة للتنمية على المستوى الدولي خاصة فيما يسمى بالعولمة على حساب الإنسان والإنسانية، فهذه خطوة مباركة ويمكن أن تؤدي دورها إن شاء الله في خطوات أخرى. ومن جانبها اعتبرت الأستاذة الجامعية بالرباط الدكتورة رجاء الناجي مكاويأن هذا المؤتمر عبارة عن ورشة كبرى، حيث فتح نوافذ مشرعة على محاور كبيرة يستحق كل واحد منها أن يشكل موضوعا لمؤتمر، وبالنسبة لتقييم هذا المؤتمر تقول الأستاذة رجاءالمؤتمرات العلمية لا ينتظر منها عادة أن تجيب على كامل الأسئلة ولكن ينتظر منها بالأحرى أن تطرح الأسئلة، وإذا ما طرحت الأسئلة بشكل جيد فأتصور أن في هذا مكسب كبير للأكاديميين المشاركين وكذا الحاضرين والمجتمع. كما اعتبر سمير بودينار الأستاذ الجامعي بوجدةمؤتمر تنميتنا والخطاب الإنساني العالمي انعقد لمناقشة أهم الطروحات والتوجهات الإستراتيجية لتقرير أمتي في العالم، وهو بدوره محاولة استشرافية وارتيادية في قراءة راهن ومستقبل التنمية، ولهذا فالمؤتمر يشكل إضافة فكرية بلا جدال؛ لأنه يتلمس الفرق بين القيم الحاكمة لمفهوم التنمية في عالم المسلمين وبين الفرص المتاحة لهذه التنمية، بين المسار الذي مرت منه التنميه والنهوض والتحرر في عالمنا الإسلامي وبين الظروف الدولية المعقدة والإكراهات الخارجية التي تحكم الأمة.