عاش حياته وما يزال وحب الكتاب يملأ عليه وجدانه، وعندما تلج بيته، يثيرك منظر الكتب التي تكاد تملأ كل أركان البيت. فمنذ أن كان شابا وهوايته اقتناء القصص والكتب والمجلات في كل العلوم والفنون. وعندما توظف في السبعينات، زاد اهتمامه بهذا المجال، وبدأ في وضع اللبنات الأولى لمكتبته الخاصة، حيث بدأ حرصه يزداد على اقتناء الكتب. بل صار لا يسمع بعنوان جديد هنا أو هناك إلا وشد الرحال ليحصل عليه. حتى تكونت لديه بعد سنوات وسنوات مكتبته الخاصة التي خصص لها جانبا مهما في بيته، بل إن كل غرفة من غرف بيته، تحوي خزانة مليئة بالكتب والمجلات. وفي أحيان كثيرة، كانت زوجته تشتكي من أن الكتب تزحف على الأماكن المخصصة لوضع الأواني ولوازم البيت الأخرى، والجميل في هذا المثقف النهم، أنه ربى أبناءه على حب العلم والثقافة الواسعة، ومصاحبة الكتاب. بل فتح مكتبته لطلاب العلم الذين يودون إنجاز بحوث علمية أو التوسع في علم من العلوم، أو البحث عن معلومة. ويقدم لهم يد المساعدة، ويناقش معهم الأفكار، ويوجههم وينير سبيلهم، دون كلل أو ملل، فحبه لطلاب العلم كان يتجاوز أحيانا حبه لنفسه، سيما إذا لمس منهم الصدق في طلبه، وكدهم ومثابرتهم لنيل الدرجات العلمية. كانت غرفة استقبال الضيوف لا تخلو في أغلب الأوقات من طلاب العلم والأساتذة الباحثين الذين كان يعييهم البحث عن أمهات الكتب في الخزانة الوحيدة بالمدينة. فكانوا يجدون ملاذهم وبغيتهم في بيت هذا الرجل العاشق للكتاب، المدمن للقراءة، فيستقبلهم بتواضع أهل العلم، وييسر لهم سبل البحث. وقلما تجد بحثا لطلاب العلم في المدينة لا يحمل اسم هذا الرجل ضمن قائمة من يتوجهون لهم بإهداء بحوثهم الجامعية والأكاديمية.