بعد الفشل الذريع لسلطات الاحتلال عسكرياً في مواجهة صمود أهلنا وأبطالنا في قطاع غزة، وبعد أن انقلبت الاجراءات الجبانة وجرائم الحرب بعقاب شعب بأكمله لتحقيق مكاسب سياسية، وبعد أن اتضحت أهداف الاحتلال وعملاء الاحتلال من خلال دعواتهم المضحكة للشعب الفلسطيني في الضفة ب الانتفاض على نفسه، يحاول الاحتلال ومعه الطابور الخامس ايجاد حل تخديري يُخلّصُهم من حالة الغضب العارم التي سادت وتسود العالم بأكمله. الليلة أعلنت سلطات الاحتلال بأنها ستعيد امداد قطاع غزة بالوقود الضروري لاعادة تشغيل محطات الكهرباء، لكن انتبهوا لمدة يوم واحد فقط، وأنواع معينة، تفرض نوعاً جديداً من الحصار المقنّع، ولا تحل الأزمة والمشكلة المتمثلة في حصار مليون نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، ولنتذكر أن الشهداء كانوا يسقطون يومياً نتيجة للاغلاق ومنع العلاج والسفر، ناهيك عن صواريخ وأسلحة الاحتلال، قبل أزمة الوقود الأخيرة. شعوب الأرض قاطبة مطالبة بالاستمرار بنفس الزخم لرفع المعاناة عن شعبنا، وأن ترفض الحلول الجزئية التلفيقية، والتي ودون شك سيتلوها تشديدات من نوع آخر، ومحاولات مستمرة لقطع الامدادات حتى يتعود الناس والعالم على تلك الحالة وتصبح أمراً واقعاً. نعم يا سادة نرحب بتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة، لكن لا يا سادة لا نقبل سياسات الضحك على الذقون، والحل هو في تحرير قطاع غزة وأهله من سيطرة المحتل وهيمنته. ان مفتاح الحل اليوم لانهاء معاناة قطاع غزة هو بيد مصر تحديداً عبر فتح معبر رفح، وان أية حجة أو ذريعة غير مقبولة مهما كانت، ولا يمكن أن تقف مصر موقف المتفرج وهي ترى الشعب الفلسطيني يقف في طابور الاعدام البطيء لتتحول الى عشماوي غزة الذي ينفذ أوامر المحتل. فتح معبر رفح هو الرد والحل الوحيد المقبول، لكن دون رقابة أو وصاية إلا فلسطينية مصرية، وليعلم القاصي والداني أن شعبنا الصابر المصابر لن يصمت وهو يذبح، ولن يسكت وهو يساق للموت البطيء، وفتح المعبر ان لم يتم بالتراضي، سيكون عبر غضب الآباء على مصير أبنائهم، وحنق المرضى في انتظار علاجهم، وهبة الطلاب للالتحاق بدراستهم، وثورة المساجين طلباً لحريتهم. حذار من الحلول التخديرية ولنُبق جميعاً جذوة الغضب العارم حتى يسقط الحصار، وتسقط معه جرائم الحرب ومعسكرات الاعتقال الكبيرة، ولنعلن أننا لن نقبل إلا بالحرية الكاملة لشعبنا البطل وبفتح معبر رفح دون قيد أو شرط.