التقينا و على شرع الله تزوجنا بعد السؤال و الاستشارة و الاستخارة. لكن بعد ذلك وجدتها شديدة العصبية سريعة الغضب. تطلب مني أمورا تفوق طاقتي المادية و البدنية و النفسية. أسكن بعيدا عن مقر العمل من أجلها. هل التحدث مع أحد الإخوان الذين كانوا يعرفونها قبل زواجنا أو أحد أقربائها -أبوها مثلا- يعد من إفشاء أسرار البيوت التي لا يجوز البوح بها؟ سبت الملة في لحظة غضب و عن غير قصد كما قالت، فهل تطليقها واجب؟ نسأل الله للأخ الكريم الاستقرار والأمن في بيته وأن يصلح له أهله وأن يصلحه لأهله.ونبارك له زواجه الذي كان بعد السؤال والاستشارة والاستخارة ونقول له إن ما اكتشفه في زوجته يقابله بلا شك ما اكتشفته زوجته فيه، فكما وجد من زوجته أنها شديدة العصبية سريعة الغضب كما قال، فقد تكون زوجته أيضا وجدته كذا أو كذا. ذلك أننا في الحياة العملية تواجهنا وقائع الأمور وحقائقها وليس الظنون والتقديرات التي تختلف نسبة اقترابها من الحقيقة. وهذا مما ينبغي أن يهيئ كل زوج نفسه له فليس من رأى كمن سمع؟ فكل الذين يمدحون المرأة المرشحة للزواج غالبا ما يصفونها من خلال أوضاع غير الزواج وقل نفس الشيء عن الرجل المرشح للزواج بل وحتى في حال سبق الزواج بها أوبه فالوصف يصدق على الحياة السابقة لا اللاحقة. أما سؤال السائل عن التحدث إلى الإخوان الذين كانوا يعرفونها أو إلى أحد أقاربها ومنهم الأب فكل ذلك جائز ومطلوب ومرغوب فيه لكن بما يحقق المقصد: أي كيف نعالج المشكل؟ وهو قيد ما يقال وما لا ينبغي أن يقال؟ وكل ما لا يخدم هذا المقصد فلا فائدة من إشاعته ونشره، ومن مسؤولية الأقارب والأصدقاء مساعدة الأسر الجديدة إلى أن تستقر. إن الدور الذي تقوم به مراكز الاستماع أو بالأحرى الذي يجب أن تقوم به أي إصلاح ذات البين هو دور يتسع لها وللأفراد، ولقد كانت تقوم به الأسر قبل وجود مثل هذه المؤسسات ويجب أن يستمر هذا الدور للحاجة الماسة إليه. وإليه الإشارة في قوله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً (النساء : 35 ). أما سؤال السائل هل يجب الطلاق فنقول إن الحالة التي يجب فيها الطلاق محدودة وهي في حال الإيلاء ومضي أربعة أشهر من دون مراجعة كما قال تعالى: لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 227 226 ) وماعدا ذلك فلا يتجاوز الأمر الجواز مع استحضارأنه أبغض الحلال إلى الله ولذلك رغب سبحانه في إمساك الزوجة ولو مع كرهها، والصبر عليها حفاظا على الأسرة، وحرصًا على استمرارها قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (النساء : 19 ) وكونها وقعت في الخطأ المشار إليه واعتذرت بأنه من غير قصد فهي مصدقة في ما قالت وأمرها إلى الله