يستفيد العديد من التلاميذ بإقليم قلعة السراغنة من ساعات إضافية للرفع من مستواهم في مواد معينة، لذلك تطرح العديد من الأسر تساؤلات حول قدرة الحصص الدراسية المدرجة في المؤسسات التعليمية في الرفع من ممستوى التلاميذ. وأعربت إحدى تلميذات الثانويات التأهيلية بإقليم قلعة السراغنة إلى خطورة الوضع في المؤسسات التعليمية، والمتمثلة في لجوء أساتذة إلى حث التلاميذ على التوجه إلى الساعات الإضافية، بحيث أن هذه الأطر التعليمية تتعامل فقط مع التلاميذ الذين يستفيدون من الساعات الإضافية. وأعرب المصدر نفسه عن استياءه إزاء الوضع الذي آلت إليه المنظومة التعليمية، بحيث أن بعض الطر التعليمية تعمل على تحسين ظروفها المادية على حساب التلاميذ. وفي السياق نفسه صرح أحد أساتذة المواد العلمية بالثانوية التهيلية أن اضطر إلى جعل أحد أبناءه من التوجه إلى الاستفادة من الساعات الإضافية لأن أستاذ مادته لا يقوم بالعمل المطلوب، فيما صرح بعض أساتذة المواد العملية بأن الكيفية التي يتم التعامل بها مع التلاميذ هي إعطاؤهم سلسلة تمارين في كل أسبوع تنجز داخل الساعات الإضافية، وبالتالي يكون لدى الأستاذ الوقت الكافي لإنجاز درسه داخل القسم، وهي وسيلة لدفع باقي التلاميذ من أجل الحضور للساعات الإضافية. وأكد تلميذ آخر بأن في الساعات الإضافية هناك حصة خاصة بالامتحان حيث تعطى تمارين شبيهة بتلك التي ستوضع في الامتحان داخل القسم. وصرح أستاذ آخر بأن الأساتذة، الذين يقومون بالساعات الإضافية، يعطون دروسهم جد مختصرة داخل الفصل بالشكل الذي تجعل التلميذ محتاجا لهذه الساعات الإضافية من أجل فهم الدرس، ولهذا ترى أمثال هؤلاء الأساتذة ينهون مقرراتهم قبل نهاية السنة الدراسية، كما أن من شأن الاعتماد على الساعات الإضافية جعل التلاميذ غير معتمدين على أنفسهم في الجد والبحث والمثابرة، وإنما يعتمدون على التمارين المحلولة المقدمة من طرف الأستاذ خلال كل حصة إضافية. وكان القسم التربوي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز قد أصدر مذكرة يوم 6 دجنبر,2007 أرسلت إلى نواب وزارة التربية الوطنية بالجهة والمنسقون التخصصيون والمفتشون القطاعيون ورؤساء المؤسسات والأساتذة، حول القيام بأنشطة التدريس المؤدى عنها. جاء فيها أنه بالنظر إلى استفحال ظاهرة الساعات الخصوصية المؤدى عنها، وأثارها السلبية على آباء وأولياء التلاميذ من جهة، وعلى تحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص المشار إليه في الفقرة 12 من المرتكزات الثابثة للميثاق الوطني للتربية والتكوين، ثم على أداء ومردودية هيئة التدريس داخل المؤسسلات التعليمية العمومية من جهة ثانية، وطلبت الأكاديمية القيام بحملات توعوية وتحسيسية لإبراز خطورة الساعات الإضافية خارج إطارها القانوني، وذلك في صفوف التلاميذ والمدرسين وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ. كما طلبت من الأساتذة الانخراط في تعبئة شاملة لتنظيم عمل تطوعي يهدف إلى دعم التلاميذ الذين هم في حاجة إلى ذلك، وكذا استغلال ما تزخر به الوسائل الحديثة للتواصل والإعلام، خاصة حصص الدعم التربوي للتلاميذ في مختلف الأسلاك التعليمية ضمن برنامج على بوابة الرابعة الصادر بشانها مدكرة وزير التربية الوطنية رقم 9 يوم 25 يناير .2006