أعلن متحدث باسم البحرية الأمريكية أن السيرجنت فرانك ووتريتش - قائد مجموعة جنود الاحتلال الأمريكيين المتهمين بقتل 24 مدنيا عراقيا في مدينة حديثة عام 2005 - لن يحاكم بتهمة القتل العمد، وإنما سيحاكم بتهم أخرى كالقتل الخطأ، والاعتداء الجسيم، والتخلي عن واجبه. والسيرجنت ووتريتش (27 عاما) هو الأخير من بين أربعة جنود في البحرية الأمريكية ممن قتلوا المدنيين الأبرياء من العراقيين بدم بارد يتم إسقاط تهمة القتل العمد عنهم. وكان 24 مدنيا عراقيا - بمن فيهم 3 نساء و7 أطفال وشيوخ طاعنون في السن - قد لقوا مصرعهم في محافظة الأنبار يوم 19 نونبر عام 2005 على يد قوات الاحتلال الأمريكية. وكانت قوات الاحتلال الأمريكية قد ارتكبت مجزرة بحق المدنيين العزل في بلدة حديثة (260 كلم غرب بغداد) في 19 نونبر 2005، حين قتل 24 مدنيا عراقيا بينهم نساء واطفال بدم بارد على أيدي عناصر من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) ينتمون الى الكتيبة الثالثة من الفرقة الأولى. وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد حاول في البداية التنصل من الجريمة عبر اتهام المقاومة بالوقوف وراءها بالادعاء أن المدنيين الذين قضوا في حديثة قتلوا جراء قنبلة يدوية الصنع، لكن صحيفة "تايم" دحضت هذه النظرية، ونشرت الرواية الحقيقية للأحداث، حيث انفجرت قنبلة لدى عبور قافلة أمريكية أسفرت عن مقتل عنصر في المارينز يدعى ميجيل تيرازاس (20 عاما) وجرح جنديين آخرين. وبعيد الانفجار توجه عناصر من المارينز إلى منزل مسن معوق (76 عاما) كان يتنقل على كرسيه المتحرك بعدما بترت قدمه جراء إصابته بمرض السكري، وما ان دخل الجنود الأمريكيون المنزل حتى أطلقوا النار على كل من صادفوه، وكانت الحصيلة 7 قتلى بينهم طفل في الرابعة. ثم انتقل المارينز إلى منزل مجاور يعيش فيه زوجان وأولادهما السبعة، وسرعان ما أطلقوا النار عليهم ورموا قنابل يدوية في المطبخ والحمام، وكان من بين الضحايا الثماني طفلة في عامها الأول وولد في الثامنة. ثم أكمل المارينز طريقهم نحو بيت ثالث يقيم فيه 4 أشقاء فقتلوهم جميعا. ولم تنته المذبحة عند هذا الحد إذ وصلت سيارة أجرة إلى المكان فيها 4 طلاب، وما ان شاهد السائق آلية أمريكية مدمرة وجنودا متوترين حتى حاول العودة سريعا، لكن المارينز أطلقوا النار فأردوا السائق والطلاب الأربعة داخل السيارة. ولم تتضح الخيوط الأولى للمجزرة إلا بعدما عاد العريف راؤول بريونيس إلى موطنه في كاليفورنيا، وأطلع صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن شعوراً فظيعاً بالألم يتملكه إزاء ما جرى. ورغم عدم انخراطه شخصياً في عملية القتل - كما صرح بذلك – إلا انه التقط صوراً للمذبحة التي جرت تحت أنظاره، وساعد في إخراج الجثث من المنازل.