اعتبر محمد السلهامي، مدير أسبوعية ماروك إيبدو أنترناسيونال، أن الهيئة المغربية للتحقق من الانتشار، التي أحدثت أخيرا، هي مقياس تجاري حقيقي في أيدي المعلنين ووكالات الإشهار لكونها توفر معلومات حول الوضع الحقيقي للمنشورات. وأوضح السلهامي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إحداث هذه الهيئة، التي ستنكب ابتداء من السنة المقبلة على مراقبة حوالي ثلاثين إصدارا تحت إشرف مراقبين محلفين، ستساهم في تنظيم البيت الداخلي للمهنة، وتنظيم توزيع الجرائد بكافة أصنافها، وجعل المنشورات أكثر شفافية لما فيه مصلحة القراء. وقال السلهامي، الذي انتخب الأسبوع الماضي بالدار البيضاء كأول رئيس للهيئة المغربية للتحقق من الانتشار، إن إحداث هذه الهيئة بمبادرة من مجموعة من الناشرين والمعلنين ووكالات الإشهار تعد سابقة في إفريقيا والعالم العربي باستثناء لبنان. وقد تم انتخاب السلهامي رئيسا لهذه الهيئة لمدة سنتين غير قابلتين للتجديد من قبل 16 عضوا بالمجلس الإداري للهيئة. وأضاف السلهامي أن الهيئة ستحدد مدى تأثير الإصدار على القراء، هذا التأثير الذي سيترجم من خلال حجم المبيعات في الأكشاك، مشيرا إلى أن عمل هذه الهيئة سيكون له تأثير إيجابي، خصوصا وأنه سيمنح المصداقية للصحيفة التي ستستجيب للمعايير المهنية. وأبرز أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الهيئة ستدعم عمل المعلنين ووكالات الإشهار، الذين سيكون بمقدورهم التعرف على مدى أهمية هذا المنشور أو ذاك، مشيرا إلى الثقل المعنوي لهذه الهيئة، التي تشكل محركا لتطوير العمل الصحافي، لكونها توفر معلومات حول مدى انتشار وتأثير الإصدار في الحقل الإعلامي. وقال إن هذه الهيئة تشكل مؤسسة حقيقية بالبلدان الغربية، حيث توجد منذ أزيد من نصف قرن، وتحدد قوة الإصدار ومدى انتشاره، مشيرا من جهة أخرى إلى أن الجرائد غير مجبرة على الخضوع لمراقبة الهيئة. يشار إلى أن الكثير من النشطاء في الحقل الإعلامي كانوا يطالبون بإحداث هيئة للتحقق من الانتشار، تنظم القطاع الصحافي، وتسعى للحفاظ على جودته ومهنيته، في ظل كثرة الإصدارات الصحافية التي ميزت المشهد الصحافي الوطني في الآونة الأخيرة، والتي لا تحترم في أغلبها الشروط المادية والمهنية لإصدار صحيفة محترمة.