خرج آلاف المتظاهرين في مسيرة حاشدة بمدينة الحسيمة، يوم الأحد 5 مارس 2017، جابت مختلف شوارع المدينة، تدعو السلطات إلى الاستجابة للعديد من المطالب "الملحة"، حصرها المحتجون في كلمة لهم خلال الفعالية. وجاء تنظيم المسيرة بالتزامن مع عرض 16 معتقلا أمام أنظار وكيل الملك، على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها المدينة عقب نهاية المباراة التي جمعت فريقي شباب الريف الحسيمي بفريق الوداد البيضاوي يوم الجمعة الماضية. وانطلقت المسيرة من أمام المحكمة الابتدائية، لتجوب بعد ذلك مختلف شوارع المدينة، وتوجهت إلى ساحة "كالابونيطا"، وهو المكان الذي كان ينوي فيه نشطاء الحراك تخليد الذكرى 54 لرحيل المقاوم عبد الكريم الخطابي، يوم 5 فبراير الماضي، غير أن القوات الأمنية حالت دون ذلك في حينه. ورفع المحتجون شعارات تطالب برفع التهميش عن الحسيمة ومدن الشمال. كما ألقى النشطاء كلمة بالساحة نددوا فيها بأعمال الشغب التي تلت مباراة فريقي الوداد البيضاوي وشباب الريف الحسيمي، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية هذه الأحداث. كما عرض المحتجون مطالبهم، والتي تضمنت مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية، من قبيل »ضرورة خلق فرص عمل، وإطلاق عدد من المشاريع للمساهمة في تنمية مناطق شمال البلاد»، و«إلغاء الظهير الذي يعتبر الحسيمة منطقة عسكرية»، و«كشف حقيقة وفاة خمسة شبان بالمدينة خلال مظاهرة 20 فبراير 2011»، و«الكشف عن نتائج التحقيق في مقتل بائع السمك محسن فكري»، و«محاكمة المتهمين وعلى رأسهم وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش»، بحسب النشطاء الحراك. وردد المحتجون شعارات تؤكد على سلمية الوقفات والمسيرات التي تنظم بالحسيمة أو بهض مدن الشمال، مثل الناظور. يشار إلى أن المظاهرات المحلية انطلقت شرارتها الأولى بالحسيمة، وتلتها العديد من المدن المغربية، في أكتوبر الماضي، بعد وفاة تاجر السمك، محسن فكري، الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع الأزبال، خلال محاولته منع السلطات المحلية والأمنية من مصادرة أسماكه. ولا تزال الحسيمة تشهد بين الفينة والأخرى انطلاق تلك المظاهرات لتجديد مطالب الحراك المحلي، في مقابل توقف نظيراتها في باقي المدن المغربية.