قال الشيخ مصطفى النجار، رئيس المجلس العلمي لسلا، الخميس المنصرم إن معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين"، معناه أن الله يرفع الأقوام الذين عملوا بالقرآن ووقفوا على حدوده، ويضع من لا يعمل به، مطالبا المسلمين بالانتقال «من دائرة التعلم والتعليم للقرآن إلى العمل به، وفتح المجال لدخول أشعته إلى البيوت والنفوس، فمن صلح دينه صلحت دنياه ومن فسد دينه فسدت دنياه». وأضاف النجار، خلال مشاركته في الحفل الديني للمجلس العلمي للرباط بمناسبة اختتام أنشطته العلمية، أن الخروج من الوضعية التي لا نرضاها لأنفسنا ما دمنا مسلمين يتم بتحويل القرآن إلى «حقيقة ملموسة في حياتنا والعزم والاتكال على الله وتجاوز الوقوف عند الكلام، وتغيير حياتنا من طور لا ينبغي إلى طور ينبغي». وقال عبد الفتاح الفريسي، الذي نشط فقرات الأمسية القرآنية، إن المسلمين في حاجة إلى عقد مصالحة مع القرآن «نحيا به ونتحرك به ونصلح المجتمع على ضوء توجيهاته». وأضاف أن هذا اللقاء يأتي «لتحريض القلوب لاستشراف المستقبل وضمان التحصين الثقافي حتى تكون صحوتنا حقيقة في زمن العولمة، مستثمرين ثقافتنا وحضارتنا لربط الناس بكتاب الله المعجز مع فهم متغيرات الواقع». وأخبر محمد أصبان، باسم المجلس العلمي للرباط، بأنشطة المجلس التي تمحورت حول مائدة القرآن «لأنه يصنع النفوس والجماعات والحضارات، وهو مدرسة نتعلم فيها كل أمورنا»، مؤكدا أن حروف القرآن وكلماته «مفتاح القلوب والأرواح». واستشهد الصبان بتفاعل الإنسان والجماد (المنبر النبوي، الجبل) بالقرآن الكريم، وأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه نموذجا لتفاعل الإنسان مع القرآن، إذ كانت آيات من سورة طه (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) سببا في دخوله إلى الإسلام. وتابع أصبان يشرح اهتمام السلف الصالح وتفاعلهم بالقرآن بحرص الزوجة المسلمة عما عند زوجها من القرآن دون سؤاله عن الرزق، مشددا أن القرآن «نور لمن أحل حلاله ونار لمن تركه وأعرض عنه». وقد شارك في الأمسية القرآنية، التي عرفت حضورا مكثفا للعنصر النسوي ضاقت بهن كراسي قاعة المرحوم المكي الناصري بالرباط، المقرئون: محمد عمر الجعادي (القصر الكبير) ومحمد نورش (طنجة) محمد الترابي (الدارالبيضاء) وعبد الفتاح الفريسي (سلا). كما عرف الحفل الديني مشاركة شعرية للشاعر الإماراتي حسين أحمد الرفاعي بقصائد حول البوسنة وأخرى حول جامع قرطبة والصلبان المحيطة به، ثم قصيدة أخرى حول المجلس العلمي للرباط، مشيرا إلى ما لمسه من خلق التواضع لدى دكاترة المغرب. كما حضر الحفل الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى الدكتور محمد يسف وشخصيات أخرى. ع لخلافة