استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير التركي لدى طهران، رضا هاكان تكين، على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته، مولود جاويش أوغلو، عن سعي إيران ل "التوسع الفارسي"، و"نشر التشيّع" في سوريا والعراق، وتقويض سلامة دول خليجية. وبحسب وكالة (مهر) للأنباء الإيرانية، استدعت إيران، يوم الاثنين 20 فبراير 2017، السفير التركي في طهران، وأبلغته اعتراضها الشديد إثر تهم وجّهها، يوم الأحد، وزير الخارجية التركي لطهران، بالسعي إلى "تقسيم المنطقة على أساس طائفي وقومي". وأشارت الوكالة إلى أن "مساعد وزير الخارجية الإيراني، إبراهيم رحيم بور، استدعى سفير أنقرة في طهران، عقب تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، وكذلك وزير خارجيته، والذي أدلى بها يوم أمس، في مؤتمر ميونيخ الأمني في ألمانيا". وأُبلغ السفير التركي احتجاج إيران وإدانتها للتصريحات الأخيرة لأردوغان وجاويش أوغلو. وكان الرئيس التركي قال في كلمة له بمعهد السلام الدولي في البحرين: "إن منطقتنا الجغرافية تمثل قدراً مشتركاً. كما فيها ماضينا ومستقبلنا المشترك، وليس هناك أي ضمانة لأن لا يصيبنا مستقبلاً ما يصيب إخوتنا في سوريا والعراق وليبيا اليوم، لذلك يجب علينا التحرك عاجلاً وليس آجلاً". إيران تزعزع الاستقرار أمّا جاويش أوغلو، فقال في كلمة له خلال ندوة تحت عنوان "الأزمات القديمة والشرق الأوسط الجديد"، على هامش المؤتمر ال 53 للأمن في ميونيخ الألمانية: "إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الاستقرار، خاصة أن طهران تسعى لنشر التشيّع في سوريا والعراق". ووصف وزير الخارجية التركي السياسة التي تتبعها إيران بأنها "طائفية"، تهدف إلى تقويض سلامة البحرين والسعودية، ودول خليجية أخرى. ودعا جاويش أوغلو طهران لإنهاء الممارسات التي من شأنها زعزعة استقرار وأمن المنطقة، وهو ما وصفه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ب "التصريحات غير البنّاءة". في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية التركية، حسين مفتي أوغلو، إنّ "بلداً (إيران) لا يتورع عن إرسال من لجؤوا إليه بسبب الأزمات في المنطقة، إلى ساحات الحروب، وهو المسؤول عن التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، لا يمكن فهم أو تقبل توجيهه الاتهامات للآخرين". جاء ذلك في بيان صادر عن مفتي أوغلو، اليوم الإثنين، رد من خلاله على تصريحات بهرام قاسمي متحدث الخارجية الإيرانية حول تركيا. وكان قاسمي قد صرح بأن الأوضاع المضطربة وغير المستقرة والمقلقة في تركيا أدت إلى أن "يدلي بعض السياسيين الأتراك تصريحات غير سوية لتغطية مشاكلهم، وعليهم التأمل أكثر وسنلتزم الصبر تجاه تركيا، ولكن للصبر حدودا". وأوضح مفتي أوغلو، أنّ "إشادة قاسمي بسياسات بلاده الإقليمية ووصفه لتلك السياسات بالعادلة، تتعارض بشكل كبير مع مخاوف الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي من سياسات طهران الإقليمية". وأكد أن "المنتظر من إيران، الإقدام على خطوات بنّاءة وإعادة النظر في سياساتها تجاه دول المنطقة، عوضاً عن اتهام الدول التي توجه لها انتقادات".