أطلقت الأممالمتحدة نداء استغاثة إلى المنتظم الدولي، محذرة من أن أكثر من 100 ألف شخص يواجهون المجاعة، اعتبارا من اليوم الاثنين 20 فبراير 2017، في دولة جنوب السودان، نتيجة الحرب المندلعة والاقتصاد المنهار في البلاد، منذ أكثر من 3 سنوات. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، إن "3 وكالات إنسانية حذرت اليوم من خطر المجاعة الذي يواجه أكثر من 100 ألف شخص بجنوب السودان اعتبارا من اليوم، إضافة إلى وجود أكثر من مليون شخص آخرين على حافة المجاعة في البلاد". وأضاف المسؤول الأممي، أن وكالات الأممالمتحدة الثلاث التي أطلقت تحذيرها اليوم الاثنين، بشأن المجاعة بجنوب السودان هي برنامج الأغذية العالمي، وصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو). وتابع "لقد دعا المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي جويس لمي، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من الموت جوعا للمواطنين بجنوب السودان وقال إنه في حالة تقديم مساعدات عاجلة فإنه يمكن تحسين الوضع في الأشهر المقبلة والتخفيف من المعاناة عن طريق وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع الذين شارفوا على حافة المجاعة في البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول. فرار من الموت وكان برنامج الأغذية العالمي قد قال، في وقت سابق، إن المجاعة ربما تلوح في الأفق في جنوب السودان، حيث يفر الناس من القتال ويتركون محاصيلهم لتتعفن في الحقول. وقالت "بتينا لوشر"، المتحدثة باسم البرنامج، إن سوء التغذية تجاوز بالفعل نسبة 15 في المائة، وهو مستوى "الطوارئ" في سبع من ولايات جنوب السودان العشر وإنه يصل إلى نحو 30 في المائة في ولايتين، هما الوحدة وشمال بحر الغزال. وأضافت "ما يصل إلى أربعة ملايين شخص – أي أكثر من ثلث سكان جنوب السودان – يعانون من ضعف شديد في الأمن الغذائي، وهو ما يعني أن ثلث سكان البلاد لا يعرفون من أين ستأتي الوجبة التالية… المستوى الحالي لسوء التغذية لم يسبق له مثيل". القتال يتلف الزراعة ونتيجة انتشار القتال على نطاق واسع بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير، ونائبه السابق رياك مشار، فإن الناس لا يستطيعون التحرك بحرية ليحصدوا المحاصيل أو الوصول إلى السوق. علاوة على ذلك يتعذر اجتياز الكثير من الطرق خلال موسم الأمطار وبالتالي يقوم البرنامج بعمليات إسقاط جوي ونقل للمساعدات بالطائرات. وفر أكثر من مليون لاجئ إلى خارج البلاد، 90 بالمائة منهم من النساء والأطفال. ويعبر أكثر من أربعة آلاف يوميا إلى أوغندا، حيث افتتح مخيم بيديبيدي للاجئين منذ غشت 2016 ويستضيف حاليا أكثر من 188 ألف شخص. وقالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقرير "الأسباب التي ذكروها للفرار إلى أوغندا تشمل مزاعم بالقتل التعسفي والتجنيد القسري للصبية والرجال في صفوف الجماعات المسلحة واستمرار الصراع في البلدات والقرى وانعدام الأمن الغذائي ونقص الخدمات". يشار إلى أن قتالا اندلع بين القوات الحكومية والمعارضة، منتصف دجنبر 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في غشت 2015، قضى بوقف القتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28 أبريل 2016. غير أن العاصمة جوبا شهدت في 8 يوليوز 2016، اشتباكات عنيفة بين القوات التابعة لرئيس البلاد، سلفاكير ميارديت، والقوات المنضوية تحت قيادة رياك مشار، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى بينهم مدنيون وتشريد عشرات الآلاف. ومنذ ذلك الحين تقع اشتباكات متقطعة بين الطرفين من حين لآخر، في عدة مناطق مازالت تسيطر عليها المعارضة المسلحة خارج العاصمة جوبا، وهو ما فاقم من سوء الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد.