قضت محكمة إسبانية بتغريم شركة طيران عاقبت "آنا السعيدي"، الموظفة، من أصل مغربي، بسبب ارتدائها الحجاب، وأمرت إدارة الشركة بدفع تعويض لهذه الموظفة والسماح لها بالعمل وهي محجبة، معتبرا أن ارتداء الحجاب يتعلق بمبدأ حرية العبادة المصون في الدستور الإسباني. وقالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، في تقرير لها، يوم الثلاثاء 13 فبراير 2017، إن حيثيات حكم المحكمة، جاء على لسان القاضي الإسباني، بيلار راموس، الذي ذكر أن البند رقم 16 من الدستور الإسباني يضمن الحق في حرية العبادة، وبالتالي فهو يسمح لتلك المرأة بأن تغطي شعرها لأنها مسلمة وتتبع تعاليم الإسلام حتى وإن كان غطاء الرأس لا يتفق والزي الرسمي المعتمد في عملها. وأمر القاضي الإسباني شركة الطيران بالكف فورا عن أي تصرف يتعارض مع حقوق الحرية الدينية للمواطنين، مشيرا إلى أن المرأة التي ترتدي الحجاب "لن تشوه من صورة الشركة ولا تسبب لها أي أضرار". وأمرت المحكمة شركة "اكسيونا لخدمات المطار" التي تعمل لديها هذه الموظفة المغربية، بأن تدفع للأخيرة تعويض عطل وضرر قدره 8000 يورو، يضاف إليها حوالي 4500 يورو كانت الشركة قامت بخصمها من راتبها في سبع إجراءات عقابية اتخذتها بحقها بسبب ارتدائها الحجاب. وهذه الموظفة الإسبانية، هي ابنة مهاجر مغربي، وتعمل لدى الشركة منذ 2007، وهي لم تكن محجبة، ولكنها أبلغت في دجنبر أحد رؤسائها فى العمل برغبتها في ارتداء الزي الشرعي، فسمح لها بذلك مؤقتا في انتظار الحصول على موافقة نهائية من المقر الرئيسي في مدريد، لكن المقر الرئيسى رفض في النهاية طلبها، معتبرا أن الحجاب لا يشكل جزءا من زي العمل الرسمي وينال بالتالي من "طابعها المهني". ورفضت "آنا السعيدي"، الموظفة الإسبانية المسلمة قرار شركتها، فكان عقابها سلسلة إجراءات اتخذت بحقها وصولا إلى تعليق دفع راتبها لارتكابها "خطأ فادحا"، بحسب ما ذكرت "إلباييس".