على مدى أربعة أيام (من الخميس إلى أمس الأحد) ضربت ما يفوق أربعين هزة أرضية متفاوتة الشدة مدناً وجماعات في إقليمالناظور، كالعروي والناظور وبني وكيل وزايو وسلوان وازغنغان...، وعلى الرغم من عدم تسجيل خسائر في الأرواح، إلا أن الخوف والهلع استبد بساكنة المناطق المتضررة، سواء في الحواضر أو البوادي، إذ شعر سكان مناطق قروية بجوار مدينة الناظور بهزات قوية، وأفاد شهود عيان أن بعض النساء خرجن خلال الهزات من منازلهن يصرخن خائفات وينطقن بالشهادتين، ورفضن بعدها أن يدخلن رغم مرور أكثر من ساعتين على الهزة. وعلمت التجديد من سكان في جماعة العروي أن اللصوص استغلوا حالة الارتباك وإخلاء الناس منازلهم وضعف التغطية الأمنية لينفذوا عمليات نهب لأثاثها في ساعات الليل. ومن جهة أخرى، تعرض بعض التلاميذ في الناظور لكسر بسبب وطأة أقدام زملائهم الهاربين من قاعة الدراسة عليهم، وحدثت شقوق بفعل الهزات في بضع مؤسسات تعليمية بالناظور، فضلاً عن تهدم منازل قديمة البناء بجماعة بني وكيل، وهلاك عدد من رؤوس الماشية في الجماعة نفسها. وكانت أشد الهزات الأرضية التي سجلت في الإقليم قد ضربت جماعة العروي، الواقعة جنوبالناظور، حيث بلغت شدتها 5,1درجة على سلم ريشتر، ورصدت ليلة الجمعة المنصرمة في حدود الساعة السادسة مساء إلا عشر دقائق، واستمرت الهزات الارتدادية التي ألقى صوتها المدوي الرعب في نفوس الساكنة المحلية إلى صباح يوم أمس الأحد، وما زال يسود ترقب وحذر من هزات أخرى، لدرجة أن العديد من سكان جماعة العروي خرجوا مع توالي الهزات من منازلهم، ولم يرجعوا إليها، وفضلوا المبيت في خيام بلاستيكية في مشهد يذكر بما شهده إقليمالحسيمة من زلزال قوي نسبياً في فبراير ,2004 في حين بادر آخرون إلى مغادرة المنطقة، ولجؤوا إلى مناطق بعيدة لم تسجل بها هزات ارتدادية. وبخصوص الخسائر في الممتلكات، علمت التجديد أن شقوقاً أصابت مدرسة الإمام البخاري وثانوية محمد الخامس للتعليم الأصيل بالناظور، وسقطت صومعة مسجد الحاج اليزيدي بشارع طنجة بجماعة العروي، وانهارت 7 منازل متهالكة بحي ازوهريين بجماعة بني وكيل، وفقد أحد المزارعين بالجماعة 10 رؤوس من الغنم إثر انهيار إسطبل ومسكن بجواره بفعل هزة أرضية. واستقت التجديد تصريحات من السكان في الناظور والعروي عبروا فيها عن غضبهم الشديد لشعورهم بالتهميش، نتيجة غياب السلطات العمومية، وعدم مساعدتها لهم في هذه الظروف العصيبة، إذ ترك الناس الفزعون لحالهم ولم يجدوا جهة تطمئنهم وتنظم صفوفهم لتجاوز حالة الارتباك، كما انتقد السكان تأخر الإعلام العمومي، ممثلاً في القناتين الأولى والثانية، عن مواكبة الحدث بتفاصيله فور وقوع الهزات الأولى، بل إن بعض الذين حاورتهم التجديد كشفوا عن أن صحفيين طلبوا من مواطنين استقوا منهم شهادتهم أن يقولوا أمام الكاميرا كلاماً يفيد أن الوضع لا يدعو إلى القلق. محمد الدرقاوي / محمد بنكاسم