ما تزال الأرض تهتز في إقليمالناظور منذ الخميس الماضي، فقد سجلت إلى حد الآن أزيد من 160 هزة أرضية بمعدل 17 هزة في اليوم، ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن مهندس معماري ومتخصص في علم الزلازل أن وقوع الهزات قد يتواصل لمدة شهر، على أن تشهد قوتها بعض التراجع. ومع استمرار الهزات استمرت إقامة الناس في تجمعات خارج منازلهم في خيام بلاستيكية، وقد استغل بعضهم هذا الوضع لتنفيذ المزيد من جرائم سرقة ونهب المنازل، وهو ما أكده مصدر من الدرك الملكي لالتجديد قائلاً إنه بعد قيام مصالح هذه الأخيرة بجولات متتالية داخل المخيمات، لضمان الأمن والاستقرار لنزلاء الخيام، ضبطت حالات نهب للمنازل تورط فيها أناس من خارج إقليمالناظور. وقد وقفت التجديد في زيارة ميدانية ليلة الجمعة والسبت لبعض المخيمات على أوضاع الساكنة المحلية، والتي تعاودها مشاعر الخوف كلما اهتزت الأرض من تحتها، وتفيد تصريحات استقتها التجديد من بعض الأهالي أن توفير الخيام أصبح مطلباً ملحاً، نظرا لتزايد أعداد التاركين منازلهم بعد توالي الهزات الأرضية، وذلك رغم محاولة السلطة المحلية إقناعهم بالرجوع إلى منازلهم. وفي هذا الصدد، دعا خطباء الجمعة في إقليمالناظور الناس إلى العودة إلى منازلهم وعدم البقاء في الخيام، موضحين في خطبة موحدة أن الأمر لا يتطلب الهروب من قدر الله إلى قدره والبقاء في العراء، بقدر ما يتطلب الإنابة إلى الله والتوبة إليه، لكون «الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى إنذارا من الله ورسالة منه للبشرية للإقلاع عن المعاصي والذنوب». ومن جهة أخرى، فند عضو المجلس العلمي للناظور، عبد الله بوغوتة، في تصريح لالتحديد شائعات ترددت في إقليمالناظور مفادها أن ترك الناس لمنازلهم واتخاذهم لخيام خارجها ناتج عن ضعف إيمان وقلة تقوى، وأوضح أن هذا النوع من الخوف «مشروع ولا ينافي العقيدة، لأنه خوف على المال والبدن وأخذ بالأسباب»، واستدل بوغوتة بفعل وقول الخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك عندما وصل إلى أرض في العراق بها وباء الطاعون، فقال لأصحابه لن ندخلها، فردوا عليه «أو تفر من قدر الله؟»، فقال: «نعم، أفر من قدر الله إلى قدر الله خير منه». وفي موضوع ذي صلة، وزع فرع جماعة العدل والإحسان بمدينة العروي منشورات عنونتها ب رسالة تذكير حصلت التجديد على نسخة منها، وجاء فيها بأن الهزات رسالة من الله بأن الموت ليس عدماً، وهي «رسالة للرجوع إلى الله، واستحضار آلام إخواننا في فلسطين والعراق». وأشارت الرسالة إلى معلومات حول الهزات بمنطقة العروي، كما دعت إلى التضامن مع المتضررين في ظل «غياب السلطات المحلية والهيآت المسؤولة»، على حد تعبير الرسالة. وقبل صلاة الجمعة، زار عامل إقليمالناظور المناطق المتضررة في العروي وسلوان وازغنغان للوقوف على حجم الأضرار المادية والنفسية، وللتخفيف من معاناة الناس النفسية والرفع من معنوياتهم، ولمتابعة تطورات الوضع، شكلت على مستوى السلطات المحلية لجنة طوارئ تضم مختلف المصالح المعنية، وأفاد مصدر من داخل بلدية العروي أن باشا المدينة يقوم بجولات على تجمعات الخيام لحث الناس على العودة إلى منازلهم. وعلمت التجديد من مصدر مطلع أن هيآت فاعلة من المجتمع المدني وهيآت سياسية ونقابية بمدينة العروي شكلت لجنة تنسيقية لتدارس مجموعة من المشاكل المترتبة عن الهزات وموقف السلطات المحلية، وقد صاغت مسودة بيان يفترض أن تكون صادقت عليه أول أمس السبت، ومن أهم محاوره استنكار ما وُصف بصمت إعلامي ورسمي على ما يجري بالإقليم، اللهم إلا بعض الصحف التي أشادت بها اللجنة بالاسم. محمد الدرقاوي / محمد بنكاسم