أصدرت الأمانة العامة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث بيانا حول نشر صحف أوربية صورا مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم أكدت فيه على رفضها بقوّة هذه التصرفات واعتبرتها اعتداء على المسلمين وإهانة لهم وجرحا لمشاعرهم، بل هي اعتداء على كلّ المتديّنين مهما اختلفت أديانهم.. وفي الوقت نفسه أكدت الأمانة العامة للمجلس على إيمانها بحرية الصحافة إلا أنها اعتبرت الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل يعتبرها وجها من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدّساته. واعتبرت الأمانة العامة للمجلس هذه التصرفات مناقضة للجهود التي تبذل في سبيل الاندماج الإيجابي الفاعل بين مكونات المجتمع الأوروبي بما فيهم المكون الإسلامي، وهي الجهود التي قام المجلس من أجلها وكرّس كلّ مناشطه فيها بما أصدر من الفتاوى والقرارات والتوجيهات. ووجهت الأمانة العامة للمجلس دعوة إلى الجهات المسؤولة في أوروبا لحماية المسلمين وكلّ المتدينين مما يسيء إليهم وينتهك مشاعرهم ، كما دعت أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكّرين إلى التصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان. وفيما يلي نص البيان الصادر عن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ومقرها العاصمة الأيرلندية دبلن، بخصوص أزمة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للإسلام. بسم الله الرحمن الرحيم بيان صادر عن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في الوقت الذي تداعى فيه المسلمون في أوروبا عبر ممثليهم من المؤسسات والهيئات الثقافية والاجتماعية والعلمية إلى العمل الدؤوب الصادق على الاندماج مع سائر مكوّنات المجتمع، والإسهام الفاعل في مسيرته الحضارية على أساس التعاون والتسامح والتفاهم؛ فوجئوا بما صدرت به جريدة يولاندزبوسطن الدنماركية، وتبعتها فيه بعض الصحف في دول أوروبية أخرى، من صور كاريكاتورية تسيء إلى رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم بالغ الإساءة، وتعتدي بذلك اعتداء فاحشاً على مشاعر مئات الملايين من المسلمين في العالم وعلى عشرات الملايين منهم في أوروبا. والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إذ قد تأسّس من أجل إعانة المسلمين بأوروبا على الاندماج الإيجابي في مجتمعهم الأوروبي، وكرّس جهوده كلّها من أجل تلك الغاية متعاوناً مع أهل الرأي والحكمة من الأوروبيين؛ فإنّه فوجئ هو الآخر بهذا التصرّف المسيء للمسلمين كافّة، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلباً على روح التسامح والتعاون والوئام بين المسلمين والأوروبيين بصفة عامّة، وبين الأوروبيين ومواطنيهم من المسلمين بصفة خاصّة؛ ولذلك فإنّ المجلس: 1 يرفض بقوّة هذه التصرفات ويشجبها ويعتبرها اعتداء على المسلمين وإهانة لهم وجرحاً لمشاعرهم، بل هي اعتداء على كلّ المتديّنين مهما اختلفت أديانهم. 2 يؤكّد إيمانه بحرية الصحافة ويدعو إليها، ولكنه يعتبر الإساءة إلى الآخرين والاعتداء على مقدساتهم الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل يعتبرها وجهاً من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدّساته. 3 يعتبر أنّ هذه التصرفات مناقضة للجهود التي تُبذل في سبيل الاندماج الإيجابي الفاعل بين مكونات المجتمع الأوروبي بما فيهم المكوِّن الإسلامي، وهي الجهود التي قام المجلس من أجلها وكرّس كلّ مناشطه فيها بما أصدر من الفتاوى والقرارات والتوجيهات. 4 يدعو الجهات المسؤولة في أوروبا إلى أن تحمي المسلمين وكلّ المتدينين مما يسيء إليهم وينتهك مشاعرهم. 5 يدعو أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكّرين إلى التصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان. 6 يدعو الجهات القانونية المحلية والعالمية إلى إصدار القوانين التي تجرم الإساءة إلى الأديان والاعتداء على المقدسات. 7 يدعو المسلمين في أوروبا إلى التزام الحكمة في الدفاع عن مقدساتهم واتباع السبل القانونية السلمية في ذلك، والابتعاد عن كلّ ما له صلة بالعنف وتجاوز القانون. والمجلس إذ يقف هذا الموقف فإنّه يعلن عن تجديد عزمه على العمل الدؤوب من أجل مساعدة المسلمين بأوروبا مواطنين ومقيمين على أن يكونوا مسهمين بإيجابية في تنمية مجتمعهم وإثراء مسيرته الحضارية، وأن لا تزحزحهم مثل هذه التصرّفات الخرقاء عن هذا الهدف العظيم الذي فيه خير جميع الناس من مسلمين وغير مسلمين. والله وليّ التوفيق الأمانة العامة للمجلس 7 محرم 1427 ه الموافق 6 فبراير (شباط) 2006