تواصلت ردود الأفعال على تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حول ما أسماه «مخاطر المد الشيعي» في الدول السنية وأن هناك «محاولات فعلية حاليا لنشر المذهب الشيعي في بلاد إفريقية بينها مصر والسودان والمغرب والجزائر ونيجيريا»، وما أعقبها من حملة هجوم عليه من قبل مراجع ووسائل إعلام شيعية. وأصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا جديدا حذرت فيه من «التهاون مع الهيمنة الفارسية ومحاولة بسط نفوذها وغزو البلاد الإسلامية السنية باسم المقاومة تارة، كما في لبنان، وباسم الثورة، كما في إيران، وباسم إلغاء التمييز والاضطهاد، كما في الكويت والبحرين والسعودية واليمن». وأشارت الجبهة إلى أن الإمام الفقيه الشيخ محمد أبو زهرة سبق وأن اتهمه الشيعة بالكفر والفسق عندما كشف محاولاتهم لتحريف القرآن والغلو في شأن الأئمة، كما سبق وأن هاجم الشيعة الشيخ متولي الشعراوي واتهموه بالفعل الفاضح، كما لم تنج جامعة الأزهر من تطاولهم واتهموها بتحريف كتب الحديث لنصرة أهل السنة. وطالبت الجبهة بإعادة النظر في عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعدما تبين أن بعض المنتسبين إليه ليسوا على المستوى المطلوب من المصداقية والنزاهة والأمانة في نقد ونقل الأقوال عموما وعن زملاء في داخل الاتحاد نفسه. كما شددت على ضرورة ألا يكون التقريب بين المذاهب على حساب التحذير من خطر البدع والخرافات الشيعية. ومن جانبه، رفض محمد مهدي عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، التعقيب على هجوم القرضاوي على الشيعة، منتقدا التصريحات الصحفية التي قالت إن جماعة الإخوان المسلمين والمقربين من القرضاوي تركوه وحده لانتقادات علماء الشيعة دون أن يقف في صفه أحد. وحول موقف الجماعة من المذهب الشيعي، قال عاكف: «هم مسلمون لهم مذهبهم، ولكنهم يعبدون الله عز وجل ويتبعون النبي «صلى الله عليه وسلم» وقبلتهم هي الكعبة ويتبعون تعاليم القرآن»، وأضاف أن ما يدور بين السنة والشيعة، خاصة في العراق ولبنان، لا يزيد على كونه خلافات سياسية لا دخل للإسلام ولا للمذاهب فيها، وهي ليست اختلافات فقهية. وهذه الاختلافات الفقهية لها مجالس للعلماء المتخصصين فيها، وهذا لا دخل له بالخلافات السياسية. وقال إن مبدأ جماعة الإخوان المسلمين هو التقريب بين المذاهب وإن القرضاوي متفق معنا في هذه المسألة. كما أصدر المجلس الأوربي للإفتاء بيانا شجب فيه ما يتعرض له القرضاوي من «هجوم ظالم»، مستغربا أن يسهم فيه علماء عرفوا بعلاقاتهم الطيبة معه، ومنهم أحد نوابه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، في إشارة إلى الشيخ الإيراني محمد علي تسخيري. ودعا البيان كل الجهات «التي أسهمت في هذا الهجوم على فضيلة الشيخ الإمام إلى الكف عن هذا الصنيع احتراما لجهاده في سبيل قضايا المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وجهوده العظيمة في خدمة الأمة علما ودعوة ونصرة». وطالب المجلس في بيانه أن «يؤول الأمر في مثل هذه المواضيع إلى الحوار العلمي الجاد من قبل كل الأطراف للوصول إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين».