عبّرت مفوضة العلاقات الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغريني"، عن رفض الاتحاد الأوروبي لنقل أي سفارة لمدينة القدس (في الإشارة إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس). وأكدت موغريني على أنها تبذل كافة الجهود لإيصال مخاطر مثل هذه الخطوة (نقل السفارة) إلى الجانب الأمريكي والإسرائيلي على حد سواء. وبينت الممثلة الأوروبية في لقاء جمعها بوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، يوم الأربعاء 25 يناير 2017، أن تنفيذ مثل هذه الخطوة "ستكون لها عواقب وخيمة على عملية السلام برمتها والاستقرار في المنطقة". وأشارت إلى دعمها الكامل لفلسطين فيما يتعلق بالخطوات نحو إنجاز اتفاقية الشراكة الكاملة مع الاتحاد الأوربي. بدوره، دعا وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، "فيدريكا" ببذل جميع الجهود لمنع الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ قراراتها الخاصة بضم مستوطنة "معاليه أدوميم". وطالب المالكي، وفق بيان للخارجية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، بتوفير سبل الدعم السياسي لفلسطين من أجل تحقيق النمو والازدهار والاستقرار في المنطقة. وحثّ مفوضة العلاقات الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، على ضرورة تطبيق توصيات مؤتمر باريس وقرار مجلس الأمن "2334″، والذي أدان الاستيطان في الأرض الفلسطينيةالمحتلة بما فيها الشطر الشرقي من القدس. وأوضح المالكي ل "موغريني" ما يمكن أن يتمخض عن نقل السفارة الأمريكية للقدس "من نتائج كارثية على المنطقة بشكل خاص، والعالم بشكل عام"، ووضعها بصورة التطورات السياسية والميدانية الفلسطينية. وناقش الطرفان، العلاقات السياسية الثنائية بين فلسطين والاتحاد الأوروبي والتطورات المتعلقة باتفاقية الشراكة الكاملة بين الاتحاد ورام الله؛ بما في ذلك الدعم المالي لتطوير القطاعات المختلفة. والتقى الوزير المالكي بالمفوض العام للمفوضية الأوروبية لعلاقات حسن الجوار، "جوهانس هان"، وناقش الطرفان الخطوات المتعلقة بقرار الاتحاد الأوربي الخاص بتمويل محطة التحلية المركزية في قطاع غزة بما في ذلك الخطوات الهادفة لعقد مؤتمر المانحين لإنجاز هذا المشروع الحيوي. ويُعاني قطاع غزة من شح في مصادر المياه العذبة والصالحة للاستخدام الآدمي والمبنية على تقارير أممية تفيد بأن أعوام قليلة تفصل غزة عن عدم توفر مياه عذبة وصالحة للاستخدام الآدمي، نتيجة الملوحة العالية التي أصابت خزانات المياه الجوفية في القطاع، إضافة الى تأثرها بالمياه العادمة التي تسريت الى تلك الخزانات بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة في الأعوام المنصرمة. وجاءت لقاءات وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، مع المسؤولين الأوروبيين، على هامش المنتدى الإقليمي الثاني للاتحاد من أجل المتوسط، والمنعقد في مدينة برشلونة (إسبانيا). وكانت مسؤولة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية "فيديريكا موغيريني"، قد صرّحت سابقًا، بأن "الاتحاد لن ينقل سفارته في إسرائيل إلى القدس، وسيظل ملتزمًا بقرار مجلس الأمن 478 لعام 1980″. وقد حذّر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من أن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة أمريكا بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس "ستؤجج التوتر مع العالم العربي". وشددت موغيريني على أن اجتماع باريس، الأسبوع الماضي، حول النزاع العربي الصهيوني "يعكس إجماعًا دوليًا حول خيار الدولتين هو الوحيد لحل النزاع العربي الإسرائيلي".