اتصلنا بالدكتور شكيب بناني، الطبيب والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، لاستفساره عن رأيه حول ما جاء في الدليل الذي وجهته الأممالمتحدة للبرلمانيين، ولكونه سبق له أن حضر أحد الاجتماعات التي عقدت في الكاميرون حول هذا الموضوع، فأدلى لنا بالتصريح التالي: تجدر الإشارة إلى أن المفوضية العليا للأمم المتحدة والبرنامج المشترك للأمم المتحدة لمحاربة السيدا في سنة 1998 قررا إنتاج مجموعة من التوجيهات والتعليمات للدول المنخرطة في الهيأة لمساعدتها على بلورة برامج لحماية حقوق الإنسان، ومحاربة وباء داء السيدا، وزيادة على هذه التوجيهات تشير الهيأة إلى أنها أعدت وثائق ميدانية لتطبيق هذه التوجيهات. ويجب الانتباه إلى خلفيات هذا البرنامج الذي تعتمده الأممالمتحدة حينما نتكلم عنه أو نأخذه كمرجعية لمعالجة وباء السيدا، فهو من جهة برنامج لا يخلو من إيجابيات، ولكن ما هو محشو فيه من التوجيهات الإباحية التي تضرب الأخلاق والدين في العمق أخطر بكثير من إيجابياته، وفي الحقيقة يُخشى أن تبدأ الدولة تحت الضغوط الدولية والجهات العلمانية المتطرفة بالشروع في تنزيل هذا البرنامج وتعليماته الإباحية... وشخصيا استغربت لبعض المداخلات التي وردت في البرنامج الذي كانت قد قدمته القناة الثانية، وهي مداخلات تكلم أصحابها عن الدعارة كظاهرة عادية وطبيعية، وباعتبارها مصدرا من مصادر العيش، وهو الأمر نفسه الذي يؤكد عليه الدليل الموجه للبرلمانيين. وأظن أن أخطر ما في هذا البرنامج هو كونه يستهدف حماية ما يسميه بالمجموعات الأكثر عرضة للسيدا، وحددها في المرأة والطفل والشواذ الجنسيين، وفي ذلك دعوة صريحة إلى حرية وشيوعية الجنس واللواط، الذي نعرف جميعا موقف الإسلام منه. وفي الوقت الذي يدعو فيه برنامج الأممالمتحدة إلى الحد من الزواج المبكر وتعدد الزوجات، لا يلقي بالا إلى الخطر الذي يشكله تعدد الخليلات، بل يدعو إلى تشجيع هذه الظاهرة عبر تعميم ما يسميه وسائل الوقاية (العوازل الطبية) وما يطلق عليه الثقافة الجنسية التي لا تعني في المرجعية الغربية سوى الإباحية، بالإضافة إلى دعوته إلى إعادة النظر في عادات اجتماعية مثل الختان، وهذا شيء غريب يعاني منه المهاجرون المسلمون في بعض البلدان الأوروبية، وشخصيا استقبل في عيادتي باستمرار مهاجرين مغاربة يرغبون في ختان أطفالهم لأن هذه العملية صعبة عليهم في المهجر. كل هذا يضاف إلى أن هناك تكتما كبيرا من ناحية الأرقام التي تدلي بها الدول الغربية كأن المرض لا يوجد بها، ونحن نعلم أن مثل هذه الأمراض الخطيرة، القديمة منها والجديدة، التي تم إحصاؤها بالمغرب أغلبها آتية من الغرب، وهذا التكتم الغربي يشبه تكتم الدولة الأمريكية عن حقيقة خسائرها في العراق وأفغانستان ويدخل في إطار استراتيجية مدروسة. وحتى نكون موضوعيين، يجب التحسيس بخطورة وباء السيدا، والقيام بحملات إعلامية منضبطة لقيمنا الإسلامية وتقديم حلول وبدائل في إطار مرجعيتنا، وهي موجودة في ديننا وتقاليدنا وثقافتنا، ويكفي فقط الرجوع إليها وتفعيلها، لا البحث عن حلول مستوردة.